بيتكوين تفقد مكاسبها وتستقر قرب 108 آلاف دولار وسط ترقب الأسواق لمحفزات جديدة

تواصل عملة البيتكوين، كبرى العملات الرقمية من حيث القيمة السوقية، تداولها في نطاق محدود، حيث سجلت اليوم الأربعاء تراجعًا طفيفًا لتستقر عند مستوى 108 آلاف دولار، بعد أن فشلت في الحفاظ على مكاسبها التي سجلتها في الجلسة السابقة، عندما لامست مستويات قريبة من 114 ألف دولار.
وتعكس هذه التحركات حالة الهدوء النسبي التي تهيمن على البيتكوين منذ بداية الربع الثالث من عام 2025، وسط غياب الزخم الكافي لاختراق مستويات المقاومة، ما دفع بعض المحللين إلى وصف المشهد الراهن بـ"مرحلة التذبذب الضيق"، حيث تشهد الأسعار ارتفاعات مؤقتة سرعان ما تتبعها عمليات جني أرباح.
"اختراقات وهمية" تهيمن على المشهد
ويرى مراقبون أن السوق يشهد سلسلة من "الاختراقات الوهمية"، وهو مصطلح يُستخدم لوصف تحركات صعودية محدودة لا تلبث أن تتلاشى سريعًا، كما حدث في أشهر يوليو وأغسطس وأكتوبر، حيث حاولت البيتكوين تجاوز مستويات مقاومة مهمة دون أن تنجح في تأكيد الاتجاه الصاعد، لتبقى في نطاق يتراوح بين 108 و114 ألف دولار.
تجاهل لمكاسب الأسواق العالمية وضعف الدولار
ورغم الأداء الإيجابي لأسواق الأسهم العالمية، خصوصًا مؤشر "ناسداك" الذي واصل الصعود مدعومًا بمكاسب أسهم التكنولوجيا، لم تنجح البيتكوين في الاستفادة من هذا الزخم. كما أن ضعف أداء الدولار الأمريكي لم ينعكس بشكل إيجابي على العملات الرقمية، وهو ما يزيد من ضبابية المشهد بالنسبة للمستثمرين الباحثين عن إشارات واضحة لاتجاه السوق.
الترقب سيد الموقف
ويُجمع خبراء السوق على أن حالة السكون الحالية تعكس انتظار المستثمرين لمحفزات قوية قادرة على كسر حالة الجمود، سواء من خلال قرارات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أو تطورات تنظيمية مرتقبة في مجال العملات المشفرة.
ورغم أن عام 2025 لم يشهد حتى الآن تقلبات حادة كالتي اعتاد عليها السوق في السنوات الماضية، إلا أن مكاسب البيتكوين منذ بداية العام لا تزال محدودة نسبيًا، حيث لم تتجاوز نسبة الارتفاع 17%، وهو معدل نمو يُعد ضعيفًا بالنظر إلى السجل التاريخي الحافل بتقلبات كبيرة.