• الرئيسية
• حياة ومجتمع

وُلد جياني فيرزاتشي عام 1946 في مدينة ريجّو كالابريا بجنوب إيطاليا، لعائلة بسيطة تدير ورشة صغيرة لتفصيل الملابس. كانت والدته فرانشيسكا خيّاطة ماهرة، وهناك بدأ شغفه بالأقمشة والألوان والقصّات. منذ طفولته، ساعد جياني والدته في الخياطة والرسم، وظهرت ملامح موهبته مبكرًا، وحلم بنقل الأناقة الإيطالية من الورش الصغيرة إلى خشبات عروض الأزياء العالمية.

تأسيس دار فيرزاتشي ورؤية مبتكرة

في عام 1978، أسّس جياني دار Versace في ميلانو، العاصمة الإيطالية للأزياء. كانت رؤيته مختلفة تمامًا عن بقية المصممين؛ إذ لم يكن يريد أزياء بسيطة أو كلاسيكية، بل تصاميم جريئة وملوّنة تجمع بين الفن والموضة والمسرح. في أول عروضه، استخدم الأقمشة الزاهية والنقوش المستوحاة من الأساطير الإغريقية والرومانية، فلفت الأنظار فورًا.

شعار ميدوسا ورمز الجاذبية

اختار جياني شعار رأس ميدوسا من الأساطير الإغريقية ليكون شعار علامته، رمزًا للجاذبية التي تخطف الأنظار وتترك أثرًا لا يُنسى، تمامًا كما حولت ميدوسا من يراها إلى حجر.

عصر النجوم والترف

في الثمانينات والتسعينات، أصبحت فيرزاتشي الدار المفضلة للمشاهير عالميًا، من الأميرة ديانا إلى مادونا وناعومي كامبل وإليزابيث هيرلي. لم يكن جياني مجرد مصمم أزياء، بل مخرجًا مسرحيًا للموضة، يمزج بين الموسيقى والدراما في عروضه، محولًا كل عرض إلى حدث فني يجمع الأزياء والفن والمشاهير في مشهد واحد.

المأساة التي هزت العالم

في 15 يوليو 1997، قُتل جياني فيرزاتشي أمام منزله في ميامي بيتش عن عمر 50 عامًا، تاركًا وراءه دارًا تُقدّر بمليارات الدولارات وأسطورة خالدة في عالم الموضة.

دوناتيللا فيرزاتشي: استكمال الحلم

بعد رحيله، تولّت شقيقته دوناتيللا قيادة الدار، وهي التي كانت دومًا مصدر إلهامه وذوقه الجريء. استطاعت دوناتيللا الحفاظ على روح فيرزاتشي ومنحها نكهة عصرية، عبر مجموعات تجمع بين الأنوثة والقوة، مستعينة بوجوه جديدة من عارضات الجيل الحديث مثل جيجي حديد وكيندل جينر، لتربط بين الماضي والحاضر.

الإمبراطورية الحديثة

اليوم، تمتد إمبراطورية فيرزاتشي إلى مختلف مجالات الفخامة:

الأزياء الراقية والجاهزة

الإكسسوارات والنظارات

العطور ومستحضرات التجميل

المفروشات المنزلية (Versace Home)

الفنادق الفاخرة (Palazzo Versace)

وفي 2018، استحوذت مجموعة Michael Kors (التي أصبحت لاحقًا Capri Holdings) على حصة كبرى من فيرزاتشي مقابل 2.1 مليار دولار، مع بقاء دوناتيللا المديرة الإبداعية.

خلاصة القصة

فيرزاتشي ليست مجرد علامة تجارية، بل قصة عائلة وعبقرية وحلم تحوّل إلى أسطورة. من ورشة صغيرة في جنوب إيطاليا، إلى عواصم الموضة العالمية، تبقى فيرزاتشي رمزًا للأناقة الجريئة التي تؤمن بأن الجمال لا يكتمل إلا بالثقة.

إعداد وتحليل: رانيا خالد عابد، خبيرة في مجال تأجير الطائرات الخاصة وإدارة العقود، وكاتبة عربية تجمع بين الفكر الإداري والخيال الأدبي. تمتلك خبرة تمتد لأكثر من 15 عامًا في شركات الطيران الخاص بالشرق الأوسط وأوروبا، وتُعرف بقدرتها على تصميم تجارب سفر فاخرة لرجال الأعمال والشركات. إلى جانب مسيرتها المهنية، تُعد رانيا روائية عربية لها أعمال درامية مثل «فندق الأحلام» و«ألوان وسط الوجع».