بوابة بالعربي الإخبارية

تقرير عالمي: المتحف المصري الكبير يجمع بين عبق التاريخ وتكنولوجيا المستقبل

السبت 1 نوفمبر 2025 11:20 صـ 10 جمادى أول 1447 هـ
المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

قالت مجلة «ترافيل آند تور وورلد» الدولية المتخصصة في شؤون السياحة، إن المتحف المصري الكبير يمثل إضافة ثقافية وسياحية بارزة من شأنها أن تعزز مكانة مصر كوجهة عالمية، مشيرة إلى أن افتتاحه يعد حدثاً تاريخياً سيُسهم في تنشيط قطاع السياحة وجذب ملايين الزوار سنوياً.

افتتاح أعجوبة ثقافية جديدة

وأوضحت المجلة أن مصر تستعد لافتتاح المتحف المصري الكبير اليوم السبت، باعتباره أحدث أعجوبة ثقافية في العالم. ويقام المتحف على مساحة تتجاوز 500 ألف متر مربع، ليكون موطناً لملايين الزوار سنوياً، ومركزاً عالمياً لعرض كنوز الحضارة المصرية القديمة.

وأكد التقرير أن المشروع الضخم سيُعزز مكانة مصر السياحية من خلال إضافة وجهة جديدة إلى خريطة المقاصد الثقافية، بما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني. ويتوقع الخبراء أن يسهم المتحف في جذب نحو سبعة ملايين زائر إضافي سنوياً، ما يساعد البلاد على تحقيق هدفها بجذب 30 مليون سائح بحلول عام 2030، ودعم الاقتصاد بعائدات نقدية أجنبية ضرورية.

ركيزة لدعم قطاع السياحة

ولفتت المجلة إلى أن قطاع السياحة يُعد من أهم مصادر الدخل القومي في مصر، إذ يساهم في تمويل الواردات الحيوية مثل الوقود والقمح. وبعد فترة من التحديات المرتبطة بالاضطرابات السياسية وجائحة «كورونا» والصراعات الإقليمية، بدأ القطاع يشهد تعافياً ملحوظاً، محققاً إيرادات بلغت 15 مليار دولار في عام 2024.

ورغم هذا التحسن، أشار التقرير إلى أن مصر ما زالت خلف بعض منافسيها الإقليميين مثل تركيا، التي استقبلت أكثر من 50 مليون زائر العام الماضي، متوقعاً أن يساعد افتتاح المتحف المصري الكبير في تضييق هذه الفجوة وتعزيز تنافسية المقصد المصري.

كنوز توت عنخ آمون وتجربة تفاعلية فريدة

وسيضم المتحف عشرات الآلاف من القطع الأثرية النادرة، أبرزها المجموعة الكاملة لآثار توت عنخ آمون، التي سيُعرض كثير منها للمرة الأولى. وعلى خلاف المتحف المصري القديم بوسط القاهرة، يتميز المتحف الجديد بتصميمه المعماري الحديث، ومعارضه التفاعلية المدعومة بتقنيات الواقع الافتراضي، لتوفير تجربة غامرة تجمع بين التاريخ والتكنولوجيا.

وأشارت المجلة إلى أن المتحف سيجذب فئات متعددة من الزوار، من محبي الثقافة والتاريخ إلى السائحين الباحثين عن تجارب تعليمية مبتكرة، ما يجعله وجهة متكاملة تمتد متعتها بين الماضي والحاضر.

استثمارات في البنية التحتية

ولمواكبة التدفق المتوقع للزوار، أوضحت المجلة أن مصر نفذت مشروعات بنية تحتية واسعة حول المتحف، شملت تطوير الطرق المؤدية إليه، وإنشاء مطار جديد على بُعد 25 كيلومتراً لتخفيف الضغط عن مطار القاهرة الدولي. كما تم تعديل مدخل أهرامات الجيزة لتحسين حركة الزوار وتيسير التجربة السياحية.

وتأتي هذه الخطوات ضمن خطة أوسع لتطوير البنية السياحية في البلاد، حيث تمت إضافة خمسة آلاف غرفة فندقية جديدة خلال عام 2024، مع خطط لتشييد تسعة آلاف غرفة إضافية بنهاية العام الجاري، لتلبية الطلب المتزايد على الإقامة الفندقية عالية الجودة.

السياحة الثقافية محور التحول

وركزت المجلة على أن مصر، رغم شهرتها بمنتجعاتها على البحر الأحمر، تسعى إلى تعزيز نصيبها من السياحة الثقافية، التي تمثل حالياً بين 10% و15% من إجمالي الزوار. ويتوقع أن يؤدي افتتاح المتحف إلى زيادة هذه النسبة، نظراً لأن السياح الثقافيين يمكثون لفترات أطول وينفقون أكثر من غيرهم.

تحديات قائمة وآفاق واعدة

وأشارت المجلة إلى أن أهمية عائدات السياحة ازدادت مع تراجع إيرادات قناة السويس جراء اضطرابات الشحن العالمي، مؤكدة أن نجاح المتحف المصري الكبير سيعتمد على استمرار تطوير البنية التحتية والخدمات السياحية، إلى جانب مواجهة التحديات القائمة مثل الازدحام المروري في القاهرة.

وختم التقرير بالتأكيد على أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مشروع ثقافي، بل استثمار استراتيجي في مستقبل السياحة المصرية، ورمز لإرادة الدولة في استعادة مكانتها كوجهة حضارية رائدة تجمع بين التاريخ العريق والرؤية المعاصرة.