بوابة بالعربي الإخبارية

الجامعة الإسلامية بغزة| صمود وتحدي.. عودة الدراسة رغم كل الصعاب

الأحد 2 نوفمبر 2025 01:00 مـ 11 جمادى أول 1447 هـ
الجامعة الإسلامية في غزة
الجامعة الإسلامية في غزة

تسعى الجامعة الإسلامية في غزة إلى إعادة إحياء الحياة الأكاديمية بعد توقفها بسبب الأحداث الأخيرة، وذلك مع عودة الحياة تدريجياً في القطاع إثر اتفاقية وقف إطلاق النار بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.

وتستقبل الجامعة طلابها الجدد من جميع التخصصات على مدار أيام الأسبوع، من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الثانية بعد الظهر.

نشأة الجامعة وتأسيسها

تأسست الجامعة الإسلامية انبثاقاً عن معهد الأزهر الديني نتيجة تزايد عدد خريجي الثانوية العامة وقلة الفرص المتاحة لهم للتعليم العالي داخل قطاع غزة.

كان المعهد يستقبل الطلاب من المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، وعقب اكتمال المرحلة الثانوية، قررت لجنة الإدارة في 12 أبريل 1977 تطوير المعهد إلى جامعة تضم في بداياتها كليات الشريعة والقانون وأصول الدين وقسماً للغة العربية الذي أصبح لاحقاً نواة لكلية الآداب.

كما شكلت الجامعة لجاناً فنية لإقامة كليات علمية مثل الطب والهندسة والعلوم والزراعة والتجارة، وافتتحت أبوابها للطلاب يوم 6 نوفمبر 1978.

الموقع والبداية المتواضعة

تقع الجامعة غرب مدينة غزة في حي الرمال الجنوبي، على بعد نحو كيلومتر واحد من شاطئ البحر. بدأت الجامعة بمسيرة متواضعة، إذ استقبلت أول دفعة طلابية تضم 25 طالباً مع هيئة تدريسية مكونة من خمسة محاضرين، بينهم دكتور واحد وأربعة ماجستير، وكانت قاعاتها الدراسية خياماً قبل تحويلها إلى قاعات مؤقتة.

وضم مجلس أمنائها شخصيات بارزة من قادة المقاومة الفلسطينية، منهم الشيخ أحمد ياسين والمهندس إسماعيل أبو شنب.

التوسع الأكاديمي

افتتحت الجامعة كليات جديدة على مدى السنوات التالية، إذ بدأت بكليتي الشريعة واللغة العربية، ثم كليتا أصول الدين والتربية عام 1979، وكليتا التجارة والعلوم عام 1980.

وعلى الرغم من رفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي افتتاح كلية التمريض عام 1985، تمكنت الجامعة من افتتاحها عام 1992، إلى جانب كلية الهندسة في نفس العام، وكليتا تكنولوجيا المعلومات عام 2004 وكلية الطب عام 2006.

وشهدت الجامعة توسعاً في المباني والحرم الجامعي في التسعينيات، مستعينة بمحاضرين من الضفة الغربية، ومع بداية الألفية الثانية شيدت الجامعة مبانٍ ومرافق جديدة لاستيعاب آلاف الطلاب والكوادر الأكاديمية والإدارية، كما أسست عدداً من الهيئات والمراكز مثل عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر، حاضنة الأعمال والتكنولوجيا، المكتبة المركزية، فضائية الكتاب، مركز التاريخ الشفوي، ومختبرات مختلفة.

التطور العمراني والتحديات

واجهت الجامعة صعوبات كبيرة منذ نشأتها، أغلبها نتيجة قيود الاحتلال الإسرائيلي على البناء والتمويل، وعرقلة عمل الكادر الأكاديمي، وإغلاق الجامعة خلال الانتفاضات الفلسطينية.

ورغم ذلك، استمرت الجامعة في تقديم التعليم من خلال المساجد ومقرات مؤقتة وشقق مستأجرة، وتمكنت من تخريج 633 طالباً خلال فترة الإغلاق.

الاعتراف والمؤسسات الأكاديمية

سعت الجامعة للحصول على الاعتراف الرسمي، وحصلت على عضويات عدة اتحادات عربية وإسلامية ودولية، بما في ذلك رابطة الجامعات الإسلامية واتحاد الجامعات العربية، فيما اعترفت بها وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية عام 1994 بعد قيام السلطة الفلسطينية في غزة.

الخريجون والإنجازات

تخرجت من الجامعة شخصيات بارزة في العمل السياسي والتنظيمي الفلسطيني، منهم إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومحمد الضيف من حركة حماس، ومحمد دحلان من حركة فتح.

كما حصدت الجامعة جوائز عديدة، أبرزها جائزة أفضل جامعة فلسطينية لعام 2013، وجائزة النجمة الدولية للريادة في الجودة، واحتلت مراتب متقدمة في تصنيف "يوني رانك" العالمي.

تحديات حديثة وقصف متجدد

تعرضت الجامعة يوم 12 أكتوبر 2023 لسلسلة غارات جوية شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية، ما أدى إلى تدمير مقرها الرئيسي بالكامل خلال العدوان على غزة الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، عقب عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة في مستوطنات غلاف غزة.