سباق الذكاء الاصطناعي يفاقم تقلبات البورصات الأمريكية وسط انفاق ضخم وقيَم سوقية تاريخية
أفادت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية اليوم الأحد، بأن أسواق الأسهم الأمريكية شهدت تقلبات ملحوظة خلال الأسبوع الماضي مع كشف شركات التكنولوجيا العملاقة عن نتائجها المالية وخططها الاستثمارية في الذكاء الاصطناعي ، والتي جاءت بمزيج من المكاسب والتحديات.
وبحسب الصحيفة، دفعت النتائج القوية لشركة أمازون ، مؤشر ناسداك لتحقيق مكاسب للشهر السابع على التوالي، في أطول سلسلة ارتفاعات منذ عام 2018.
وفي المقابل ، تعرضت أسهم مايكروسوفت وميتا لضغوط قوية عقب إعلان خطط إنفاق ضخمة على مشروعات الذكاء الاصطناعي، إذ خسرت "ميتا" نحو 215 مليار دولار من قيمتها السوقية في جلسة واحدة.
وترى الصحيفة أن مستويات النمو السريع والتقييمات المرتفعة والنفوذ الكبير لشركات الذكاء الاصطناعي؛ أثارت مخاوف لدى بعض المستثمرين من سيناريو فقاعة تكنولوجية مشابهة لفترة ما قبل انفجار فقاعة الدوت كوم.
وذكرت (وول ستريت جورنال) أن عمالقة التكنولوجيا- ميتا، ألفابت، مايكروسوفت وأمازون- أكدوا نيتهم زيادة الإنفاق على مشروعات الذكاء الاصطناعي خلال عام 2026، رغم ضخ مئات المليارات بالفعل في هذه التكنولوجيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الحجم من الاستثمارات يطرح تساؤلات حول توقيت العائدات وإمكانية تحقيق نتائج تتناسب مع هذا الإنفاق الهائل، ما يتطلب تغيرات عميقة في هيكل الاقتصاد العالمي.
وأوضحت أن ميتا وألفابت سجّلتا إيرادات قياسية، إلا أن التدفقات النقدية التراكمية لأكبر خمس شركات تكنولوجيا- ميتا، ألفابت، مايكروسوفت، آبل وأمازون- شهدت تراجعًا خلال العامين الماضيين نتيجة الإنفاق المتزايد على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
ووفقًا للصحيفة ، واصلت شركات التكنولوجيا الكبرى تسجيل مستويات غير مسبوقة من القيمة السوقية، حيث أصبحت إنفيديا أول شركة تتجاوز قيمة 5 تريليونات دولار، بينما تخطت آبل ومايكروسوفت حاجز 4 تريليونات دولار لكل منهما للمرة الأولى.
وفي تطوّر يعكس تصاعد المنافسة في سباق الذكاء الاصطناعي، أصدرت شركة ميتا مؤخراً سندات بقيمة 30 مليار دولار لتمويل "أغراض مؤسسية عامة"، وهو ما يُفهم على نطاق واسع بأنه مخصّص لتعزيز استثمارات الذكاء الاصطناعي والبنية التكنولوجية الداعمة له.
وتأتي هذه الخطوة بعد نحو شهر من إصدار شركة أوراكل سندات بقيمة 18 مليار دولار، في إطار خططها لتوسيع انفاقها على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي.
يُبرز هذا التوجّه لجوء كبريات شركات التكنولوجيا إلى أسواق الدين لتمويل الموجة المتصاعدة من الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي، وسط سباق محموم لبناء قدرات حوسبة متقدّمة وتطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر قوة.
