بوابة بالعربي الإخبارية

الأسهم الآسيوية تتراجع وسط مخاوف من تصحيح الأسواق العالمية وارتفاع الإقبال على الأصول الآمنة

الأربعاء 5 نوفمبر 2025 10:11 صـ 14 جمادى أول 1447 هـ
الأسهم الآسيوية
الأسهم الآسيوية

تراجعت الأسهم الآسيوية اليوم الأربعاء متأثرة بخسائر وول ستريت، في ظل تزايد الإقبال على الأصول الآمنة مثل السندات الأميركية والين الياباني، فيما فقدت العملات المشفرة زخمها عقب موجة تصفيات واسعة. وتعكس هذه التحركات تنامي مخاوف المستثمرين من المبالغة في تقييمات الأسهم العالمية، بعد الارتفاعات القياسية التي شهدتها الأسواق الأميركية خلال الأشهر الأخيرة.

وشهدت الأسهم الأميركية تراجعًا في جلسة الثلاثاء بقيادة قطاع التكنولوجيا، إذ انخفضت أسهم "سوبر مايكرو كمبيوتر" بشكل حاد، في حين لم تنجح شركة "أدفانسد مايكرو ديفايسز" (AMD) في إقناع المستثمرين بتوقعات إيراداتها، ما أدى إلى ضغوط بيعية على الأسهم التقنية. كما هبطت العقود الآجلة لمؤشري "إس آند بي 500" و**"ناسداك 100"** في التعاملات الآسيوية المبكرة، مما يشير إلى استمرار الاتجاه الهابط في الجلسات المقبلة.

وفي آسيا، سارت الأسواق على النهج ذاته، حيث انخفض مؤشر إم إس سي آي لأسهم آسيا والمحيط الهادئ بنسبة 1.2%، مع تراجع حاد في اليابان وأستراليا، بينما تصدرت كوريا الجنوبية الخسائر بانخفاض عقود "كوسبي 200" الآجلة بأكثر من 5%، ما أدى إلى تفعيل آلية "سايدكار" للتوقف المؤقت عن التداول الآلي للمرة الأولى منذ أبريل الماضي. كما هبط مؤشر قطاع التكنولوجيا الإقليمي بنحو 2%.

وفي ظل استمرار حالة القلق، اتجه المستثمرون نحو الملاذات الآمنة، فارتفعت سندات الخزانة الأميركية على طول منحنى العائد، وتراجع العائد على سندات 10 سنوات إلى 4.07%، بينما ارتفع الين الياباني إلى 153.24 مقابل الدولار. في المقابل، استعادت العملات المشفرة جزءًا من خسائرها بعد أن تراجعت بتكوين مؤقتًا دون مستوى 100 ألف دولار خلال الجلسة السابقة.

وعلى صعيد السلع، انخفضت أسعار النفط لليوم الثاني على التوالي بعد صدور تقرير أظهر أكبر زيادة في مخزونات الخام الأميركية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، بينما استقر الذهب عقب أكبر انخفاض له في أكثر من أسبوع، متأثرًا بارتفاع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوياته منذ مايو، مما حد من جاذبية المعدن كأصل استثماري آمن.

وأشار محللون إلى أن التفاؤل المتزايد بشأن الذكاء الاصطناعي وتوقعات خفض الفائدة الأميركية كانا من بين العوامل التي دفعت المؤشرات الأميركية للارتفاع بنحو 40% منذ أدنى مستوياتها في أبريل، إلا أن المكاسب تركزت في عدد محدود من الأسهم، فيما بدأت المؤشرات الفنية تُظهر إشارات على تشبع شرائي، ما أثار تحذيرات من احتمالية تصحيح سعري قريب.

وقال مات مالي، كبير المحللين في شركة ميلر تاباك، إن "السوق مهيّأة لتراجع ملحوظ على المدى القصير، بصرف النظر عن الاتجاه العام على المدى الطويل". فيما أكد مايك غيتلين، الرئيس التنفيذي لشركة كابيتال غروب، أن تقييمات الأسهم المرتفعة تمثل التحدي الأكبر حاليًا، موضحًا أن "الأرباح القوية للشركات لا تكفي لتحريك الأسعار صعودًا دون وجود توقعات قوية ومفاجآت إيجابية في الأداء".