زرع الخوف وحصد الزيتون.. لماذا يسرق المستوطنين الزيتون الفلسطيني ؟
لا يمر يوم إلا ونطالع خبرا عن سرقة المستوطنين الإسرائيليين لشجر الزيتون المزروع في الأراضي الفلسطينية، والاعتداء على المزارعين وأصبحت عادة يومية تنفذ بأشكال مختلفة ولأهداف متعددة.
سرقة الزيتون
وأصبحت عملية سرقة الزيتون عملية جماعية وظاهرة متكررة وهو الأمر الذي يطرح سؤالا هاما.. لماذا يسرق المستوطنين الإسرائيليين شجر الزيتون في فلسطين ؟.
يرتبط السلوك الاستيطاني بسرقة شجر الزيتون بمحاولة محو الوجود الفلسطيني في الأرض، فهو هدف استعماري بامتياز، حيث أن شجر الزيتون في فلسطين ليس مجرد مصدر رزق، بل رمز للهوية والانتماء والأرض.
تهجير المزارعين الفلسطينيين
ويسعى المستوطنين دوما إلى سرقة الثمار أو قطع الأشجار كجزء من سياسة ممنهجة لتهجير المزارعين الفلسطينيين ودفعهم لترك أراضيهم، عندما يُمنع الفلسطينيون من الوصول إلى أراضيهم أو تُنهب محاصيلهم، يصبح من السهل الاستيلاء على الأرض تدريجيًا بحجة عدم استغلالها.
الهدف الآخر من سرقة ثمار الزيتون، هو إرهاب السكان الفلسطينيين في موسم الحصاد، وكسر إرادتهم للاستمرار في الزراعة أو العودة إلى أراضيهم الواقعة قرب المستوطنات.
وإلى جانب ما فات، فإن المستوطنين يرغبون في تحقيق أرباح من بيع الزيتون المسروق لأنه من أجود الأنواع في العالم، وزيته من الأغلى ثمنًا.
وبعد سرقته يبدأ بعض المستوطنين ببيع الزيت المسروق في الأسواق الإسرائيلية أو العالمية تحت مسميات مزيفة مثل صنع في إسرائيل، محققين أرباحًا غير شرعية.
الزيتون رمز الهوية الفلسطينية
وأبرز الأسباب الدافعة لسرقة الزيتون، كونه رمزا ثقافيا فلسطينيا، وهي رمز الصمود والسلام والبقاء على الأرض، لذلك، الاعتداء عليها يُعتبر اعتداءً رمزيًا على الهوية الفلسطينية، ومحاولة لطمس الذاكرة الزراعية والحضارية للشعب الآبي.
وتأتي أغلب اعتداءات المستوطنين على شجار الزيتون، في حماية جيش أو شرطة الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب غياب المحاسبة ما يفتح المجال أمام تكرار الاعتداءات.
الاعتداء على قاطفي الزيتون
وفي وقت سابق من اليوم الخميس، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستعمرين نفذوا ما مجموعه 340 اعتداء ضد قاطفي الزيتون منذ انطلاقة الموسم في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الماضي وحتى هذه اللحظة.
وكشف "شعبان" أن طواقم الهيئة رصدت تنفيذ جيش الاحتلال لـ62 حالة اعتداء، و278 حالة اعتداء من قبل المستعمرين، مبينا أن هذه الاعتداءات تراوحت ما بين الاعتداء الجسدي العنيف، وحملات الاعتقالات وتقييد الحركة ومنع الوصول والتخويف والترهيب بكافة أشكاله وإطلاق النار المباشر كما حدث في محافظة طوباس.
