بوابة بالعربي الإخبارية

ارتفاع حصة الدول العربية من تجارة الغاز الطبيعي المسال إلى 26.1%

الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 10:58 صـ 20 جمادى أول 1447 هـ
الغاز الطبيعي المسال
الغاز الطبيعي المسال

أكد الأمين العام لمنظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول (أوابك) المهندس جمال عيسى اللوغاني، أن التقرير الربع سنوي الصادر عن المنظمة حول تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين، يقدم تحليلاً شاملاً لأبرز المتغيرات التي شهدتها صناعة الغاز الطبيعي المسال خلال عام 2025، من حيث حجم الصادرات والواردات ومكانة الدول العربية في السوق العالمي، إلى جانب تطورات الأسعار والمشروعات الاستثمارية في مجالات الإسالة والتعاقدات قصيرة وطويلة الأجل، إضافة إلى توقعات النمو في المعروض العالمي خلال العام الجاري.

وأشار اللوغاني إلى أن التقرير يتناول كذلك أحدث المستجدات في قطاع الهيدروجين على الصعيدين العربي والعالمي، متضمناً رصداً للمشروعات المعلنة والجارية والملغاة بمختلف أنواعها، بما يتيح رؤية أوضح لاتجاهات السوق.

وأوضح أن التجارة العالمية للغاز الطبيعي المسال سجلت خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025 نمواً سنوياً بنسبة 4.8%، مدفوعة بدخول مشروعين جديدين للإسالة في الولايات المتحدة، وانضمام كل من كندا وموريتانيا إلى قائمة الدول المصدّرة.

وبيّن اللوغاني أن حصة الدول العربية من التجارة العالمية بلغت نحو 26.1%، متجاوزة بذلك صادرات الولايات المتحدة التي وصلت إلى ما يزيد على 80 مليون طن بحصة 25.3% من الإجمالي العالمي، مؤكداً أن هذه النسبة تعكس القدرات الإنتاجية والبنى التحتية المتقدمة التي تمتلكها المنطقة، ما يعزز موقعها كمحور رئيسي في سوق الطاقة العالمي.

وتوقع أن ترتفع الإمدادات العالمية من الغاز الطبيعي المسال خلال عام 2025 بنسبة تقارب 4% مقارنة بعام 2024، لتصل إلى نحو 428 مليون طن. ورغم الزيادة المتوقعة في المعروض، أشار إلى أن الطلب العالمي سيستوعبها دون تأثيرات سلبية كبيرة على الأسعار، التي يُرجّح أن تظل عند مستويات مرتفعة نسبياً حتى مطلع عام 2026، قبل أن تبدأ بالانخفاض في الربيع نتيجة دخول مشاريع جديدة في قطر والولايات المتحدة.

وفيما يتعلق بقطاع الهيدروجين، أوضح اللوغاني أن عام 2025 شهد موجة من إلغاء أو تأجيل عدد من المشاريع في مناطق متعددة مثل أستراليا والولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا والمملكة المتحدة. واعتبر أن هذه التطورات تمثل مرحلة فرز طبيعية بين المشاريع ذات الجدوى الاقتصادية الحقيقية وتلك التي تفتقر إلى نموذج تجاري مستدام، ما يتيح تركيز الجهود على المبادرات المدعومة حكومياً أو ذات العائد الواضح.

وأضاف أن المرحلة المقبلة قد تشهد زيادة في مستوى الحذر والمخاطر في مشاريع الهيدروجين حول العالم، نتيجة فقدان الثقة وتراجع شهية المستثمرين والممولين والمستهلكين تجاه بعض المشاريع، مما قد يؤدي إلى تباطؤ في وتيرة تطوير مشروعات جديدة أو حتى موجة إلغاءات إضافية.

وأشار إلى أن ارتفاع المخاطر قد يدفع المؤسسات المالية إلى تبني معايير أكثر صرامة في التمويل، بينما يصبح المشترون أكثر تحفظاً في توقيع العقود طويلة الأجل، نظراً لغياب الوضوح حول الجدوى الاقتصادية المستقبلية للقطاع.

واختتم اللوغاني تصريحه مؤكداً أن التقرير يأتي في إطار الجهود المستمرة لمنظمة أوابك لمتابعة تطورات سوقي الغاز الطبيعي والهيدروجين، وتحليل انعكاساتها على الدول العربية التي تواصل تعزيز مكانتها على خريطة الطاقة العالمية.