تراجع حاد في الأسواق الآسيوية وهبوط عنيف في وول ستريت
تراجعت البورصات الآسيوية في تداولات الجمعة متأثرة بالهبوط العنيف في وول ستريت، بعد رسائل متشددة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بددت رهانات المستثمرين على خفض أسعار الفائدة قريبًا.
وعمّقت بيتكوين خسائرها لتتراجع دون حاجز 100 ألف دولار للمرة الثالثة خلال شهر، في إشارة إلى تزايد التوتر في أسواق المال العالمية.
فمع حلول الساعة 5:00 صباحًا بتوقيت غرينيتش، هبط مؤشر نيكاي الياباني 1.73٪ إلى 50,392 نقطة، بينما تراجع كوسبي الكوري الجنوبي 3٪ مسجّلًا 4,045.44 نقطة. وفي هونغ كونغ، انخفض هانغ سنغ 1.13٪ إلى 26,767 نقطة مع اتساع موجة البيع الإقليمية. ولم تكن السوق الأسترالية أفضل حالًا، إذ خسر مؤشر S&P/ASX نسبة 1.44٪ ليغلق عند 8,627.5 نقطة.
وجاء هذا التراجع بعد أن أضعفت تصريحات الاحتياطي الفيدرالي الآمال في خفض الفائدة خلال ديسمبر، إذ خفّضت الأسواق احتمالات ذلك إلى 51٪ مقارنة بـ63٪ في وقت سابق. وفي سوق العملات الرقمية، تواصل الضغط مع سقوط بيتكوين دون المستوى النفسي 100 ألف دولار، فيما هبطت ETH بنسبة 8.33٪ خلال 24 ساعة. وتواصل رموز التداول الرئيسية مواجهة تداعيات انهيار أكتوبر، في وقت لا يزال فيه اهتمام العقود الآجلة على منصة Binance عند 9 مليارات دولار، أقل بكثير من ذروة الشهر ذاته البالغة 12 مليار دولار.
وإلى جانب ضعف الشهية للمخاطرة، زادت تقارير عن اتجاه الجهات التنظيمية اليابانية لتشديد الرقابة على شركات خزائن العملات الرقمية من توتر السوق، بعد أن أفادت أنباء بأن مجموعة بورصة اليابان قد ألمحت إلى عمليات تدقيق محتملة. وأسهمت هذه المستجدات في زيادة برود معنويات المستثمرين عبر قطاع الأصول الرقمية.
كما لم تتجاوز المشتقات الرقمية آثار خفض الرافعة المالية في أكتوبر، إذ تشير الحركة البطيئة لرؤوس الأموال إلى استمرار حذر المتعاملين. ويترقب المستثمرون بيانات اقتصادية أميركية مهمة، أبرزها أرقام مبيعات التجزئة، بحثًا عن مؤشرات جديدة على اتجاه السياسة النقدية.
وتعكس التصريحات الأخيرة لمسؤولي الفيدرالي استمرار القلق بشأن التضخم، رغم توقعات السوق بتخفيف السياسة النقدية. فقد أعاد نيل كاشكاري، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، رفضه لقرار خفض الفائدة الشهر الماضي، في حين أكدت بيث هاماك من احتياطي كليفلاند ضرورة الإبقاء على سياسة تقييدية.
هذا المشهد الضبابي أثقل كاهل الأصول عالية المخاطر عالميًا؛ فانخفض الذهب 0.6٪ خلال الليل، فيما يتجه النفط نحو ثالث خسارة أسبوعية متتالية. أما الدولار، فتراجع رغم ارتفاع العوائد، في دلالة على تعقّد حركة التدفقات بين الأصول المختلفة.
