بوابة بالعربي الإخبارية

شتاء غزة ينهش الأحياء.. خيام تغرق وذخائر غير منفجرة تترصد الأطفال

السبت 15 نوفمبر 2025 10:06 صـ 24 جمادى أول 1447 هـ
غرق الخيام في غزة
غرق الخيام في غزة

ضربت موجة أمطار غزيرة، يوم أمس الجمعة وفجر السبت، آلاف خيام النازحين في قطاع غزة، متسببة في إغراق أماكن إيوائهم وبلل ملابسهم وأغطيتهم، ما فاقم معاناة مستمرة منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.

غرق الخيام في غزة

ويعيش مئات آلاف المدنيين في خيام هشّة لا توفر أي حماية من تقلبات الطقس، بعد أن أدى العدوان إلى تدمير نحو 92% من المباني السكنية بين دمار كلي وجزئي، ما دفع السكان إلى النزوح قسرًا أو البقاء في منازل مهددة بالانهيار تحت ضغط الأمطار والسيول.

وأعرب المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن قلق بالغ إزاء تعرّض آلاف العائلات للطقس القاسي دون أي حماية، محذرًا من مخاطر صحية وإنسانية متفاقمة.

ووفق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فقد بادرت فرق الاستجابة السريعة منذ أسابيع لاتخاذ إجراءات للتخفيف من تأثير الأمطار على النازحين، ووزعت خلال الأيام الماضية ألف خيمة جديدة في دير البلح وخان يونس، إلى جانب 7 آلاف بطانية و15 ألف قطعة قماش مشمّع ومئات الملابس الشتوية للأسر الأكثر تضررًا.

وفي الوقت ذاته، تمكنت فرق الأمم المتحدة من إحراز تقدم في إصلاح محطات ضخ مياه الصرف الصحي، بما يقلل من خطر فيضانها على المناطق المكتظة بالنازحين، رغم نقص المعدات اللازمة لتصريف المياه وإزالة الركام.

وكشف مكتب أوتشا أن سلطات الاحتلال رفضت، منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر، 23 طلبًا لإدخال نحو 4 آلاف منصة نقالة من الإمدادات الحيوية، تشمل خيامًا ومواد عزل وفراشًا وأدوات مطبخ.

الذخائر غير المنفجرة

وتتداخل معاناة النازحين مع خطر الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في مختلف مناطق القطاع. فقد سجلت الأمم المتحدة أكثر من 10 إصابات منذ بدء وقف إطلاق النار بسبب مخلفات الحرب، مشيرة إلى أن محدودية المساحة تزيد من احتمالات وقوع المدنيين في مناطق ملوّثة بالذخائر. وقدمت فرق مكافحة الألغام أكثر من 70 تقييمًا للمخاطر ودورات توعية استفاد منها حوالى 49 ألف شخص.

ووفق تقرير لمجلة "إيكونومست"، خلّف الدمار في غزة ما قد يكون أكبر كمية من القنابل غير المنفجرة في مناطق النزاع عالميًا، تُقدّر بنحو 7 آلاف طن، يتركز نصفها تقريبًا في بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا.

وتشير تقديرات المنظمات الإنسانية إلى أن تطهير القطاع قد يستغرق ما بين 20 و30 عامًا.

ومنذ إعلان وقف إطلاق النار، وثّقت الجهات الحقوقية استشهاد 261 مدنيًا وإصابة 632 آخرين جراء خروقات الاحتلال، بينما ارتفعت حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان إلى أكثر من 69 ألفًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض.