فقر مُمنهج: طفل فلسطيني من كل اثنين يعاني انعدام الأمن الغذائي في أراضي الـ48
كشفت مؤسسة التأمين الوطني في إسرائيل، في تقريرها السنوي الصادر اليوم الأحد حول أوضاع العام 2024، عن معطيات صادمة بشأن الأمن الغذائي داخل أراضي عام 1948، حيث تبين أن 58% من الأسر الفلسطينية تعيش حالة انعدام أمن غذائي، في حين لا يحظى سوى 10% فقط منها بمستوى عالٍ من الأمن الغذائي.
انعدام الأمن الغذائئ في إسرائيل
ويؤكد التقرير وجود فجوات حادة بين المجموعات السكانية المختلفة، إذ تبيّن أن الأسر الفلسطينية التي تضم طفلًا أو طفلين أكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي بمعدل 3.5 مرات مقارنة بالأسر اليهودية غير الحريدية، أما لدى الحريديم، فقد بلغ معدل انعدام الأمن الغذائي 25%.
وبحسب المعطيات ذاتها، فإن أكثر من ربع الأسر في إسرائيل تعاني من نقص في الغذاء، إذ أبلغت 27.1% من الأسر—ما يعادل نحو 2.8 مليون شخص بينهم أكثر من مليون طفل—عن عدم قدرتها على توفير الغذاء بالكميات أو الجودة المطلوبة. ورغم خطورة هذه الأرقام، يشير التقرير إلى تراجع طفيف مقارنة بعام 2023، حيث بلغ المعدل آنذاك 30.8%.
الحصار على غزة
ويرجع الانخفاض المحدود، بحسب صحيفة هآرتس، إلى الظروف الاستثنائية التي فرضتها الحرب على قطاع غزة، إذ جرى إجلاء مئات الآلاف من السكان إلى فنادق قدّمت لهم وجبات منتظمة، ما انعكس على مؤشرات الأمن الغذائي خلال تلك الفترة.
واعتمد التقرير على استطلاع أُجري بين مايو ونوفمبر 2024، شمل عيّنة من 5000 شخص بالغ، واستند إلى نسخة مختصرة من استبيان وزارة الزراعة الأميركية المؤلف من ستة أسئلة تتعلق بكمية الغذاء وجودته ومدى توافره داخل الأسرة.
ويؤكد التقرير أن مستوى الدخل يلعب دورًا محوريًا في تشكيل واقع الأمن الغذائي، إذ تُظهر الأرقام أن 47.6% من الأسر المنتمية إلى الشرائح الاقتصادية الدنيا تعاني من انعدام الأمن الغذائي.
وحذّر التقرير من انعكاسات خطيرة لهذه الظاهرة على الاقتصاد الإسرائيلي، موضحًا أنها تُضعف إنتاجية العمل، وترفع تكاليف الرعاية الصحية، كما تمسّ سلبًا بمستوى رأس المال البشري لدى الأجيال الشابة.
