أسعار النفط ترتفع مع ترقب مسار الفائدة الأمريكية وتطورات مفاوضات السلام الروسية-الأوكرانية
ارتفعت أسعار النفط في تداولات اليوم الإثنين 24 نوفمبر 2025، بعدما تكبدت خسائر كبيرة الأسبوع الماضي، وذلك وسط متابعة التطورات المرتبطة بالصراع في روسيا واحتمالات التوصل إلى اتفاق سلام قد يعيد جزءًا من الإمدادات الروسية إلى السوق العالمية.
ويقيّم المستثمرون في الوقت نفسه الاتجاه المتوقع لسياسة الفائدة الأميركية، مع تزايد الرهانات على خفض محتمل الشهر المقبل، مقابل احتمال تخفيف العقوبات المفروضة على قطاع الطاقة الروسي إذا تحقق تقدم في مفاوضات السلام.
وتستعد الولايات المتحدة وأوكرانيا لاستئناف العمل على نسخة منقّحة من اتفاق السلام قبل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الخميس، بعد انتقادات رأت أن المسودة السابقة كانت تميل لصالح موسكو. وكانت الأسعار قد أنهت جلسة الجمعة 21 نوفمبر/تشرين الثاني على تراجع يفوق 1.5% للجلسة الثالثة على التوالي، وسط مخاوف من وفرة المعروض وتراجع الطلب العالمي.
حركة الأسعار
عند الساعة 06:23 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:23 بتوقيت مكة المكرمة)، صعدت العقود الآجلة لخام برنت، تسليم يناير/كانون الثاني 2026، بنسبة 0.34% إلى 62.78 دولارًا للبرميل. كما ارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي للشهر نفسه بنسبة 0.31% إلى 58.20 دولارًا للبرميل، وفق بيانات منصة الطاقة المتخصصة.
وسجّل خام برنت وخام غرب تكساس الأسبوع الماضي خسائر بلغت 2.8% و3.1% على التوالي، مع توقعات بأن يؤدي اتفاق سلام محتمل إلى رفع العقوبات على صادرات النفط الروسية، ما قد يزيد المعروض في السوق.
عوامل السوق والتحليل
يرى المحلل توني سيكامور أن الضغوط البيعية الأخيرة نتجت أساسًا عن دفع إدارة ترمب نحو اتفاق سلام بين موسكو وكييف، وهو ما تعتبره الأسواق مسارًا سريعًا لإعادة تدفق كميات كبيرة من النفط الروسي. وتجاوز تأثير هذه التحركات، بحسبه، الاضطرابات قصيرة الأمد الناتجة عن العقوبات الأميركية على شركة روسنفط، والتي أدت إلى احتجاز نحو 48 مليون برميل من الخام الروسي في البحر.
ومن شأن أي اتفاق سلام أن يرفع القيود المفروضة على صادرات الطاقة الروسية، خاصة أن روسيا كانت ثاني أكبر منتج للنفط الخام عالميًا بعد الولايات المتحدة في 2024، وفق بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.
في المقابل، تسهم حالة عدم اليقين بشأن مسار الفائدة الأميركية في كبح شهية المخاطرة، رغم ارتفاع توقعات خفض الفائدة في ديسمبر/كانون الأول بعد تصريحات من رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون وليامز حول إمكانية خفض قريب.
وتشير سوغاندا ساشديفا، مؤسِّسة شركة "إس إس ويلث ستريت" للأبحاث في نيودلهي، إلى أن توقعات خفض الفائدة قد تشكل عامل توازن أمام الضغوط الهبوطية، موضحة أن أسعار الخام تراجعت بنحو 17% منذ بداية العام، ما قد يشجع ظهور عمليات شراء انتقائية عند المستويات الحالية.
