بوابة بالعربي الإخبارية

هبوط أسعار الغاز في أوروبا إلى أقل من ‎30 يورو للمرة الأولى منذ مايو 2024

الإثنين 24 نوفمبر 2025 11:46 صـ 3 جمادى آخر 1447 هـ
الغاز الطبيعي
الغاز الطبيعي

هبطت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى ما دون 30 يورو لكل ميجاوات للمرة الأولى منذ أكثر من عام، حيث أدى تضافر عوامل هبوطية إلى انخفاض السوق، بما في ذلك زيادة الواردات والمناقشات حول إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا.
وذكرت وكالة بلومبيرج، أن هذا الهبوط يأتي في وقت تتزايد فيه مؤشرات التقدم نحو تسوية الحرب في أوكرانيا، ما يدعم تراجع الضغوط الجيوسياسية على أسواق الطاقة ويعزز توقعات استقرار الأسعار خلال الفترة المقبلة.
وتداولت العقود الآجلة الهولندية للشهر المقبل، وهي المؤشر الأوروبي الرئيسي، عند 29.82 يورو لكل ميجاواط/ساعة اليوم الاثنين، أي ما يعادل تقريبا نصف المستوى الذي بلغته في فبراير هذا العام.
وأصدرت أوكرانيا والولايات المتحدة بيانا مشتركا عقب مفاوضات جرت بين وفدي الدولتين في جنيف بشأن تحقيق السلام في أوكرانيا أكد على أن المحادثات بناءة وقائمة على الاحترام، مؤكدا الالتزام المشترك بتحقيق سلام عادل ودائم"، وقد أظهرت المناقشات تقدما ملحوظا في مواءمة المواقف وتحديد خطوات تالية واضحة.
وكانت قد سجلت العقود الآجلة القياسية أدنى مستوياتها منذ مايو 2024، وكانت الأسعار تتحرك ضمن نطاق ضيق لأسابيع، بينما كان المتعاملون يوازنون بين وفرة الإمدادات في المنطقة وبين تغير توقعات الطقس، ويقيمون قدرة المخزون الحالي على تغطية احتياجات الشتاء.
كما يساهم ارتفاع الواردات وتحسن الأحوال الجوية في تعزيز موقف أوروبا مع انطلاق موسم التدفئة، مما يخفف من المخاوف السابقة المرتبطة بانخفاض مستويات المخزون.
فقد أدت الزيادات القوية في واردات الغاز المسال وتدفقات خطوط الأنابيب النرويجية خلال الأسابيع الأخيرة إلى تلبية جانب كبير من الطلب، بينما تشير التوقعات إلى ارتفاع درجات الحرارة فوق المعدلات الموسمية مطلع ديسمبر، وهو ما يفرض ضغوطا إضافية على الأسعار نحو مزيد من الانخفاض.
ولا تزال أوروبا تنافس مناطق أخرى على الإمدادات في الوقت الذي تتجه فيه للتخلي عن الطاقة الروسية بحلول 2027، فيما يساعد فائض الغاز في الأسواق على تخفيف حدة هذه المنافسة.
وكانت روسيا، التي كانت في السابق المورد الرئيسي للاتحاد الأوروبي، توفر ما يقرب من 10% فقط من وارداته حاليا.
ومن جانبه، وقال آرنه لوهمان راسموسن، كبير المحللين في "جلوبال ريسك مانجمنت"، “العوامل الجيوسياسية ستتصدر المشهد هذا الأسبوع، كما أن درجات الحرارة فوق المعدلات الموسمية قد تضيف مزيدا من الضغوط على الأسعار. لكننا مع ذلك دخلنا الشتاء بمستويات تخزين منخفضة، ولن نحتاج إلى الكثير من الأخبار الإيجابية للأسعار حتى ترتفع مجدداً.
ومن المتوقع أن تسهم الإمدادات الإضافية من الولايات المتحدة وغيرها في دفع الأسعار للانخفاض خلال الأعوام المقبلة.
وبينما يستفيد السوق الأوروبي من وفرة الإمدادات وتحسن العوامل المناخية، يبقى مسار الأسعار خلال الأسابيع المقبلة مرهونا بتطورات الطقس ومستويات السحب من المخزون، إضافة إلى أي مستجدات جيوسياسية قد تعيد توتير أسواق الطاقة.
ورغم تراجع الأسعار إلى أدنى مستوياتها في أكثر من عام، يرى محللون أن هشاشة التوازن بين العرض والطلب قد تجعل السوق عرضة لتحركات سريعة، ما يستدعي استمرار المتابعة الحذرة خلال بقية موسم الشتاء.