لوموند : قمة المناخ في البرازيل تفشل في إنقاذ كوكب الأرض
ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أنه رغم توصل وفود 194 دولة لاتفاق خلال قمة المناخ (COP 30) في البرازيل، إلا أن ذلك لم يوفر الزخم اللازم لتسريع تنفيذ الالتزامات الواردة في اتفاق باريس، الذي تم اعتماده قبل 10 أعوام.
قمة المناخ في البرازيل
وأوضحت الصحيفة، اليوم الثلاثاء، أنه يمكن تلخيص نتائج مؤتمر (كوب 30) إلى توصل الدول المشاركة لاتفاق ولكنه لا يزال بعيدًا عن تلبية التوقعات ومعالجة حالة الطوارئ المناخية.
وأضافت أنه في عالم متعدد الأقطاب يتسم بتوترات جيوسياسية وتجارية متزايدة، حيث تنكر الولايات المتحدة "القوة العظمى في العالم" تغير المناخ، ويسود انعدام ثقة هيكلي بين الشمال والجنوب، ولم يكن هناك أي زخم حقيقي لتسريع تنفيذ التزامات اتفاقية باريس.
وتابعت "قد أعادت الدول الـ194 التأكيد بقوة على التزامها بالتعددية واتفاقية باريس، كما تم إحراز بعض التقدم مثل: زيادة الجهود المالية للتكيف، ولكن الدول الأكثر عرضة لموجات الحر أو الفيضانات يجب أن تكتفي بأهداف يمكن تفسيرها".
وأشارت إلى أنه في سياق المفاوضات، فقد نجحت الاقتصادات الناشئة الرئيسية في المناورة للحد من استخدام الوقود الأحفوري"المصدر الرئيسي لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري"، ولكن في نهاية المطاف، وجد الاتحاد الأوروبي نفسه معزولًا إلى جانب دول أمريكا اللاتينية، في الدعوة إلى التخلص التدريجي من الفحم والنفط والغاز.
تمويل التحول المناخي
ولفتت الصحيفة إلى أن الدول الأعضاء الـ27 في الاتحاد الأوروبي كان بوسعها التغلب على تردد الدول الإفريقية والجزر الصغيرة بالموافقة على تسريع تمويل التحول المناخي، والذي يعد الأوروبيون بالفعل المساهمين الأوائل فيه، ولكن الاتحاد الأوروبي عزل نفسه عن أي مطالب مالية جديدة من دول الجنوب منذ بداية المفاوضات، وهو ما أغضب هذه الدول وأضر بقضايا أخرى، حيث تصر أوروبا على ألا تتحمل التكلفة بمفردها بعد انسحاب الولايات المتحدة لا سيما في ظل التقشف المالي والهجوم الشعبوي على التحول.
وأكدت أنه سيكون من الأفضل للاتحاد الأوروبي بناء تحالفات جديدة مع إفريقيا ودول أمريكا اللاتينية والجزر الصغيرة؛ لاستعادة ريادته في قضايا المناخ بدلا من البقاء في موقف دفاعي، موضحة أنها مهمة طويلة الأمد، لكنها ضرورية لإطلاق ديناميكية جديدة.
كما يتعين إعادة النظر في عملية التفاوض ذاتها، إذ تعد مؤتمرات الأطراف المنتديات الوحيدة لإبقاء العمل المناخي على رأس جدول الأعمال، حيث يمكن لجميع الدول إسماع أصواتها، ومن ناحية أخرى تدافع كل دولة عن أولوياتها الوطنية ونموذجها التنموي.
وأضافت أنه قد تطور هدف مؤتمرات الأطراف من التفاوض على الاتفاقيات إلى تنفيذ الالتزامات، فهي ليست سوى سبل لقياس إرادة الدول ولا يمكنها تجاوز القرارات الوطنية، مؤكدة ضرورة أن يتذكر الجميع أنه عندما يتعلق الأمر بالمناخ، فإن عدم التقدم يعني الرجوع إلى الوراء.
