بوابة بالعربي الإخبارية

الأسهم العالمية تواصل الصعود بقيادة توقعات خفض الفائدة الأمريكية

الأربعاء 26 نوفمبر 2025 09:25 صـ 5 جمادى آخر 1447 هـ
الأسهم العالمية
الأسهم العالمية

امتدت موجة ارتفاع الأسهم العالمية لليوم الرابع على التوالي، مع تزايد الرهانات على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يتجه نحو خفض أسعار الفائدة، وسط إشارات ضعف في بيانات المستهلك الأميركي، وبروز مرشح داعم لسياسة التيسير النقدي لرئاسة البنك المركزي.

زخم في الأسواق العالمية بدعم رهانات خفض الفائدة

ارتفعت الأسهم الآسيوية في بداية تعاملات اليوم، ما دفع مؤشر "إم إس سي آي للأسهم العالمية" للصعود بنسبة 0.2%، ليقلّص خسائره الشهرية إلى 1.2%.

كما حافظت سندات الخزانة الأميركية على مكاسبها التي حققتها في الجلسة السابقة، بدعم من الأنباء المتعلقة بترشيح كيفن هاسيت لرئاسة الفيدرالي، وهو ما عزز الإقبال على السندات.

وانخفض الدولار أمام معظم عملات مجموعة العشر، بينما قفز الدولار النيوزيلندي بأكثر من 1% عقب قرارات السياسة النقدية.

كما ارتفعت بتكوين بأكثر من 1% لتتداول قرب 88 ألف دولار، فيما صعد الذهب بنسبة 0.9% إلى 4166 دولاراً للأونصة.

عودة شهية المخاطرة رغم الضغوط السابقة

انتعشت معنويات المستثمرين بعد موجة تراجع سابقة أثارتها مخاوف التقييمات المبالغ فيها لأسهم الذكاء الاصطناعي.

وتزامن هذا الارتداد مع صدور بيانات أميركية متأخرة تشير إلى تراجع في قوة إنفاق المستهلك، في وقت زادت فيه رسائل مسؤولي الفيدرالي المؤيدة لخفض الفائدة.

وكتب تيم ووترر، كبير المحللين في "كيه سي إم تريد"، أن الأسواق شهدت خلال الأسبوع الأخير تحولاً جذرياً في توقعات خفض الفائدة في ديسمبر، وفي تقييمات ربحية شركات التكنولوجيا.

وعادت احتمالات خفض الفائدة إلى أكثر من 90%، بعد أن كانت قد هبطت إلى أقل من 30% عقب نبرة التشديد الأخيرة للاحتياطي الفيدرالي.

كما تراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى ما دون 4% للمرة الأولى منذ نحو شهر.

بيانات أميركية محدودة قبل اجتماع ديسمبر

شهدت ثقة المستهلك الأميركي في نوفمبر أكبر انخفاض منذ أبريل، فيما ارتفعت مبيعات التجزئة في سبتمبر بشكل طفيف، في إشارة إلى تهدئة الإنفاق بعد أشهر من النشاط القوي.

وتكتسب البيانات الحالية وزناً أكبر في ظل غياب مؤشرات جديدة خلال الأسابيع المقبلة بسبب إغلاق الحكومة الأميركية.

وأكد عضو الفيدرالي ستيفن ميران أن الاقتصاد يحتاج إلى تخفيضات ملموسة في أسعار الفائدة، في وقت لا يستبعد فيه المستثمرون خفضاً بمقدار 50 نقطة أساس إذا استدعت الظروف.

ويرى محللون أن الأسواق "تحلّق في ظل رؤية غير مكتملة"، بحسب الاستراتيجي ديلين وو من "بيبرستون"، إذ سيعتمد استمرار التعافي على قدرة البيانات المقبلة على تأكيد سيناريو "الهبوط السلس".

الدولار يتجه للضعف وترقب لدور هاسيت في السياسة النقدية

قال غارفيلد رينولدز من "بلومبرغ" إن الدولار يتجه نحو موجة ضعف جديدة مع اقتراب العام المقبل، في ظل توقعات بأن يشهد عام 2026 جولة خفض جديدة للفائدة، بينما قد تُبقي بنوك مركزية أخرى على أسعارها مستقرة.

واعتبر أن صعود حظوظ هاسيت، المعروف بدعمه لخفض الفائدة، يتماشى مع توجهات الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وسيعزز تعيين هاسيت وجهة النظر السائدة في الأسواق، والتي تتوقع تخفيضات حادة للفائدة خلال العام المقبل. ويشير جوردان روتشستر من "ميزوهو" إلى أن الأسواق تتهيأ لدولار أضعف ومنحنيات عائد أكثر انحداراً، في ظل انخفاض متوقع في أسعار الفائدة قصيرة الأجل بدءاً من اجتماع مايو.

غير أن قرب هاسيت من ترمب قد يثير مخاوف البعض بشأن استقلالية الفيدرالي رغم خبرته الاقتصادية السابقة داخل المؤسسة.

أجندة المستثمرين في أوروبا وآسيا

في أوروبا، يترقب المستثمرون تصريحات وزيرة المالية البريطانية رايتشل ريفز مع إعلان الميزانية المتوقع أن يكشف توجهات السياسة المالية خلال المرحلة المقبلة.

وفي آسيا، شهدت سندات شركة "تشاينا فانكي" الدولارية واليوان تراجعاً حاداً وسط قلق متزايد من قدرة شركة التطوير العقاري المتعثرة على سداد التزاماتها.

كما خفّض بنك الاحتياطي النيوزيلندي أسعار الفائدة إلى أدنى مستوياتها في ثلاثة أعوام لدعم التعافي الاقتصادي، رغم ارتفاع العملة بفعل توقعات قرب نهاية دورة التيسير.

وفي كوريا الجنوبية، أوضح وزير المالية أن السلطات تراقب عن كثب التحركات "المضاربية أحادية الاتجاه" في الوون، في إشارة إلى احتمال التدخل لوقف تراجع العملة لأدنى مستوياتها في سبعة أشهر.

أسواق السلع: النفط يستقر مع إشارات تهدئة جيوسياسية

استقرت أسعار النفط بعد إغلاقها عند أدنى مستوى في شهر، وسط آمال تحقيق تقدم نحو اتفاق سلام في أوكرانيا، ما قد ينعكس على توازنات العرض والطلب العالمية.

بهذه التطورات، يدخل المستثمرون مرحلة من الترقب الحذر بانتظار ما ستسفر عنه بيانات الأسابيع المقبلة وقرارات الفيدرالي، والتي ستحدد مسار الأسواق خلال نهاية العام وبداية 2026.