الأسهم السعودية تحت ضغط… تراجع الثقة وغياب المحفزات يعمّقان الضبابية في السوق
تواصل سوق الأسهم السعودية التحرك في نطاق ضيق وسط ضغوط متزايدة ناتجة عن غياب محفزات جديدة وتراجع أسعار النفط، إضافة إلى ضعف أداء قطاعي الطاقة والبنوك.
ويأتي ذلك بعد الهبوط الحاد الذي سجّله مؤشر تاسي في جلسة الثلاثاء، وهو الأكبر خلال ستة أشهر، ما زاد من حدة الترقب لدى المتعاملين.
تحركات السوق: حذر واضح وتوقعات بمزيد من التراجع
استهل المؤشر العام تعاملات اليوم باستقرار نسبي قرب 10664 نقطة، وسط حذر يخيّم على سلوك المتداولين.
ويرى المحلل المالي محمد الميموني أن حالة التردد لدى المستثمرين تعكس مخاوف ملموسة رغم جاذبية الأسعار الحالية.
وأشار إلى غياب القوة الشرائية الداعمة للسوق، مرجحاً أن يتجه المؤشر إلى 10400 نقطة بعد كسر مستويات الدعم السابقة.
وفي السياق ذاته، أكد محمد زيدان، المحلل المالي في "الشرق"، أن الاتجاه العام للسوق يميل إلى الهبوط، بعدما أغلق المؤشر منذ بداية الأسبوع عند أدنى مستوياته لعدة جلسات متتالية.
ويرى زيدان أن مستويات 10500 و10400 نقطة شكّلت سابقاً مستويات دعم قوية، لكن كسرها قد يدفع المؤشر نحو 10250 ثم 10000 نقطة.
تأثير أنباء بيع أصول أرامكو
أثارت الأنباء المتداولة حول بحث أرامكو بيع بعض أصولها ردود فعل متباينة في السوق.
ويُرجع الميموني التأثير السلبي على السهم إلى الجانب النفسي، موضحاً في المقابل أن الخطوة تأتي في إطار إعادة هيكلة الشركة وتمويل مشاريعها المستقبلية.
وأشار إلى أن السيولة السعودية المتجهة نحو السوق الأميركية لا تزال عند مستويات مرتفعة، مرجحاً استمرار هذا الاتجاه خلال الربع القادم، في ظل جاذبية الفرص هناك مقارنة بضعف المحفزات محلياً.
النتائج المالية والقطاعات الضاغطة
من جانبه، يرى إكرامي عبدالله، كبير المحللين الماليين في صحيفة "الاقتصادية"، أن حالة الضبابية الحالية تعكس غياب محفزات حقيقية، مشيراً إلى أن نتائج الشركات للربع الثالث – باستثناء البنود الاستثنائية – تكشف تباطؤاً واضحاً في الأداء.
وأوضح عبدالله أن تراجع أسعار النفط وضعف نتائج قطاعي الطاقة والبنوك يشكلان أهم العوامل الضاغطة على المؤشر، رغم أن مكرر الربحية لا يزال دون مستوى 16 مرة، وهو معدل يُعد محفزاً للاستثمار في الظروف الطبيعية.
صفقة "مسار": دوافع مالية وضغوط سعرية
وفيما يتعلق بصفقة بيع صندوق الاستثمارات العامة حصة تصل إلى 3.3% في شركة "مسار"، أوضح عبدالله أن الهدف الأساسي منها يتمثل في تدوير رأس المال.
لكنه أشار إلى أن السهم قد يتعرض لضغوط من بعض المتعاملين نتيجة الفارق بين سعر البيع وسعر السوق، وهو ما ظهر بالفعل مع افتتاح السهم على انخفاض بالنسبة القصوى إلى 19.9 ريال.
ويختتم الميموني توقعاته بأن كسر المؤشر مستوى 10800 نقطة قد يفتح الطريق لمزيد من التراجع نحو 10400 نقطة، ما لم تظهر محفزات قوية تعيد الزخم للسوق خلال الفترة المقبلة.
