ارتفاع أسعار النفط وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية ومخاوف الإمدادات
سجّلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا خلال تعاملات الثلاثاء 2 ديسمبر 2025، لتواصل صعودها للجلسة الثانية على التوالي، في ظلّ تنامي المخاوف من اضطرابات الإمدادات وتزايد التوترات الدولية. ويقيّم المتعاملون في الأسواق آثار الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيّرة على مواقع طاقة روسية، إلى جانب تصاعد الخلاف بين الولايات المتحدة وفنزويلا، فضلًا عن الضبابية المحيطة بتطور مخزونات الوقود الأميركية.
وأعلن اتحاد خط أنابيب بحر قزوين، أمس الإثنين، استئناف شحنات النفط من نقطة إرساء واحدة بمحطته في البحر الأسود، بعد توقف أعقب هجومًا أوكرانيًا واسعًا بطائرة مسيّرة في 29 نوفمبر. وكانت أسعار الخام قد أنهت معاملات الإثنين على ارتفاع بنسبة 1.5%، لتعويض خسائر الجلستين السابقتين.
تحركات الأسعار
عند الساعة 06:31 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:31 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفع خام برنت تسليم فبراير/شباط 2026 بنسبة 0.06% ليصل إلى 63.23 دولارًا للبرميل. كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يناير/كانون الثاني 2026، بنسبة 0.17% إلى 59.42 دولارًا للبرميل، بحسب بيانات منصة الطاقة المتخصصة.
كما دعم قرار دول أوبك+ وقف الزيادات التدريجية في الإنتاج لمدة ثلاثة أشهر، بدءًا من مطلع 2026، ارتفاع الخامين القياسيين بنحو 1.26% لبرنت و1.32% لغرب تكساس في الجلسة السابقة.
مشهد الإمدادات والتوترات
أكد محللون في بنك "ساكسو" أن أسعار النفط حافظت على مكاسبها مع انتظار الأسواق لخطوات الرئيس الأميركي دونالد ترمب تجاه فنزويلا، إلى جانب تقييم حجم الأضرار في محطة البحر الأسود. وأفادت صحيفة "كوميرسانت" الروسية باستئناف التحميل عبر نقطة الإرساء SPM 1، بينما لا تزال SPM 2 خارج الخدمة.
ويرى محللو "ريتر بوش آند أسوشيتس" أن التطورات العسكرية تشير إلى أن فرص السلام ما تزال بعيدة، ما يهيّئ أسواق النفط والغاز لمزيد من الارتفاعات. وفي السياق ذاته، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أن سيادة بلاده وضماناتها الأمنية هي محور أي مفاوضات، في ظل استمرار الخلافات الإقليمية المعقدة. ومن المقرر أن يقدم المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إحاطة للكرملين اليوم الثلاثاء.
الملف الفنزويلي وتأثيره المحتمل
يرى رئيس قطاع الطاقة في "دي بي إس"، سوفرو ساركار، أن تصاعد التوتر بين واشنطن وكاراكاس يمثّل عاملًا إضافيًا مؤثرًا في أسواق النفط، رغم استبعاد اندلاع مواجهة مباشرة. لكنه حذّر من أن أي اضطراب داخلي في فنزويلا قد يهدد إنتاج النفط وصادراته. ويأتي ذلك بعد إعلان مسؤول أميركي رفيع أن الرئيس ترمب ناقش مع مستشاريه تكثيف الضغط على كاراكاس، في وقت صرّح فيه الرئيس الأميركي بأن المجال الجوي فوق فنزويلا ومحيطها "يجب أن يُعتبر مغلقًا بالكامل".
انعكاسات البيانات الأميركية
إلى جانب التوترات الجيوسياسية، تتجه أنظار المتعاملين إلى بيانات مخزونات النفط الأميركية، إذ تشير استطلاعات أولية لوكالة رويترز شملت أربعة محللين إلى انخفاض محتمل في مخزونات الخام، مقابل زيادة في مخزونات المنتجات المكررة خلال الأسبوع الذي بدأ في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، ما ساهم في تحركات محدودة للأسعار بانتظار صدور البيانات الرسمية.
