• الرئيسية
• طريق الحقيقة

تسعى المملكة العربية السعودية إلى توطين صناعة اللقاحات والأدوية البيطرية ضمن أبرز محاور البرنامج الوطني لتطوير قطاع الثروة الحيوانية والسمكية، في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن الغذائي والحد من الأمراض الحيوانية التي تنتقل إلى الإنسان.

جاء ذلك على لسان مشعل الشظي، المشرف العام على مبادرة التقنية الحيوية في البرنامج، خلال مؤتمر "مستقبل التقنيات الحيوية البيطرية"، حيث أكد أن 75% من الأمراض التي تصيب الحيوان يمكن أن تنتقل إلى الإنسان، ما يجعل توطين صناعة اللقاحات ضرورة استراتيجية لضمان الأمن الصحي والغذائي.

وأوضح الشظي أن المؤتمر شهد توقيع عدة اتفاقيات مع شركات صيدلانية متخصصة في المجال البيطري، بهدف تمكينها وتطويرها لتوطين الصناعة محليًا، بالإضافة إلى إطلاق فرص جديدة بالشراكة مع وزارة البيئة والمياه والزراعة لتوطين صناعة لقاحات الحمى القلاعية.

مدينة مستقبل التقنيات الحيوية البيطرية (Biotech Park)

كما شهد المؤتمر إطلاق مشروع "مدينة مستقبل التقنيات الحيوية البيطرية" (Biotech Park)، وهو أول مدينة عالمية متخصصة في التقنية الحيوية البيطرية بالمملكة، والمقرر تطويرها في محافظة ضرما بمنطقة الرياض. تهدف المدينة إلى أن تكون مركزًا وطنيًا يخدم جميع المناطق السعودية، مع منصة تمتد بخدماتها لدول الخليج والشرق الأوسط وإفريقيا، وصولًا إلى الأسواق العالمية.

يضم المشروع مختبرًا ومركزًا للأبحاث ومجمعًا صناعيًا متكاملًا، يستقطب كبرى الشركات العالمية المتخصصة في تطوير وتوطين اللقاحات والمنتجات البيطرية، إضافة إلى مقار إقليمية لشركات عالمية. ويشكل المشروع منظومة متكاملة تربط البحث والتطوير بالتصنيع الحيوي، بهدف تحويل المخرجات البحثية إلى منتجات قابلة للتطبيق التجاري عبر بنية تحتية متقدمة ونقل وتوطين التقنيات الحديثة.

ويسهم المشروع في رفع كفاءة منظومة الصحة والثروة الحيوانية، وتحسين الإنتاجية، وتقليل الخسائر الاقتصادية، ودعم سلاسل الإمداد عبر منتجات وطنية عالية الجودة وحلول تشخيصية متقدمة تعزز الجاهزية والاستجابة السريعة.

تعزيز الاقتصاد الحيوي والمستدام

وتأتي هذه المبادرة في إطار توجه المملكة نحو تعزيز القطاعات الحيوية وبناء اقتصاد قائم على الابتكار والمعرفة، ودعم الأمن الصحي والغذائي، ورفع مستويات الاكتفاء الذاتي، بالتوازي مع استقطاب الاستثمارات النوعية وتوطين الصناعات الحيوية المتقدمة، بما يعزز مكانة السعودية كمركز عالمي للصناعات الحيوية، انسجامًا مع مستهدفات رؤية 2030.

ويرتبط المشروع بشكل مباشر باستراتيجيات وزارة البيئة والمياه والزراعة، الهادفة إلى تطوير قطاع الثروة الحيوانية وتعزيز الأمن الصحي البيطري، حيث يسهم في رفع كفاءة منظومة الصحة الحيوانية، ودعم استدامة القطاع، وزيادة مستوى الاكتفاء الذاتي من المنتجات الحيوانية الوطنية.