تراجع محدود لأسعار النفط مع ترقب خفض الفائدة وتصاعد التوترات الجيوسياسية
شهدت أسعار النفط تراجعًا طفيفًا خلال تعاملات الجمعة 5 ديسمبر 2025، لتتخلى عن جزء من المكاسب التي سجلتها في الجلسات السابقة، وسط حالة ترقب لتطورات السوق والعوامل الجيوسياسية المؤثرة في الإمدادات.
ورغم الهبوط المحقق اليوم، تتجه أسعار الخام لتحقيق مكاسب أسبوعية مدعومة بتوقعات خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إضافة إلى تنامي التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما عزز توقعات نقص الإمدادات.
كما استفادت الأسعار هذا الأسبوع من تعثر المحادثات الأميركية في موسكو بشأن الحرب في أوكرانيا، والتي لم تُسفر عن تقدم قد يسمح بعودة تدفقات النفط الروسي إلى الأسواق العالمية. وكانت أسعار النفط قد أنهت تداولات الخميس على ارتفاع تجاوز 1%، بدعم المخاوف من اضطرابات محتملة في الإمدادات.
حركة الأسعار
بحلول الساعة 06:51 صباحًا بتوقيت جرينتش (09:51 بتوقيت مكة المكرمة)، تراجع عقد خام برنت لشهر فبراير 2026 بنسبة 0.11% مسجلًا 63.19 دولارًا للبرميل. كما انخفض عقد خام غرب تكساس الوسيط لتسليم يناير 2026 بنسبة 0.23% إلى 59.53 دولارًا للبرميل، وفق بيانات منصة الطاقة.
وكان الخامان القياسيان قد سجلا في الجلسة السابقة ارتفاعًا بلغ 0.9% لبرنت و1.22% لغرب تكساس، بعد هجمات أوكرانية استهدفت البنية التحتية النفطية الروسية، مما أثار مخاوف من قيود جديدة على المعروض. وزادت هذه المخاوف مع تعثر محادثات السلام، ما أبقى توقعات عودة النفط الروسي للأسواق في المدى القريب ضعيفة.
تحليل السوق
قال آن فام، كبير أخصائيي الأبحاث في بورصة لندن للأوراق المالية، إن السوق تقيّم تأثير تراجع صادرات النفط الكازاخستاني عقب هجوم بطائرة مسيرة على منشأة تابعة لاتحاد خط أنابيب بحر قزوين في البحر الأسود، إلى جانب توقعات إيجابية على جانب الطلب إذا اتجه الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة.
وأظهر استطلاع أجرته رويترز أن 82% من الاقتصاديين يتوقعون خفضًا بواقع 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي الأسبوع المقبل، وهو ما قد يدعم النمو الاقتصادي ويرفع الطلب على النفط.
وأشار فام إلى أن ملف الإمدادات سيظل محور الاهتمام خلال الفترة المقبلة؛ فالتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا قد يضيف مزيدًا من النفط إلى السوق، ما سيضغط على الأسعار، بينما سيؤدي أي تصعيد جيوسياسي إلى دفعها للصعود، لا سيما مع قرار دول أوبك+ الإبقاء على مستويات الإنتاج ثابتة حتى مطلع العام المقبل.
وتراقب الأسواق كذلك احتمالات تحرك عسكري أميركي في فنزويلا بعد تصريحات للرئيس دونالد ترامب تحدث فيها عن إجراءات مرتقبة لوقف شبكات الاتجار بالمخدرات. وحذرت ريستاد إنرجي من أن أي تدخل قد يهدد إنتاج فنزويلا البالغ 1.1 مليون برميل يوميًا، معظمها متجه للصين.
وفي سياق متصل، خفضت أرامكو السعودية أسعار بيع الخام العربي الخفيف لآسيا لشهر يناير إلى أدنى مستوى في خمس سنوات، في ظل زيادة المعروض في السوق.
