ارتفاع طفيف في أسعار الذهب محليًا وسط ترقب لقرارات الفيدرالي الأمريكي
شهدت أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفاعًا خلال تعاملات السبت، رغم العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية، وذلك بعد تراجع الأوقية بنحو 0.4% مع نهاية الأسبوع الماضي، وفق تقرير صادر عن منصة "آي صاغة" لتداول الذهب والمجوهرات.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي للمنصة، إن أسعار الذهب ارتفعت بنحو 5 جنيهات مقارنة بتداولات أمس، ليسجل جرام الذهب عيار 21 نحو 5625 جنيهًا، بينما تراجعت الأوقية خلال الأسبوع الماضي بنحو 17 دولارًا لتصل إلى 4199 دولارًا. كما سجل جرام الذهب عيار 24 نحو 6429 جنيهًا، وعيار 18 حوالي 4821 جنيهًا، في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند 45 ألف جنيه.
وأشار التقرير إلى أن التوقعات المتزايدة بخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة خلال اجتماعه المرتقب هذا الشهر حدّت من تراجعات الذهب، مدعومة بارتفاع الدولار وتحركات المستثمرين.
بيانات اقتصادية تعيد تشكيل توقعات الأسواق
جاء ختام الأسبوع مع صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية (Core PCE) لشهر سبتمبر، المفضل لدى الفيدرالي لمتابعة التضخم، والذي سجّل زيادة طفيفة بنسبة 0.2% شهريًا واستقرارًا عند 2.8% سنويًا، بما يشير إلى تباطؤ تدريجي في الضغوط التضخمية. كما أظهرت بيانات جامعة ميشيجان تحسنًا في ثقة المستهلكين إلى 53.3 نقطة، مع تراجع توقعات التضخم على المدى القريب والمتوسط.
وفي ضوء هذه المؤشرات، أظهرت أداة FedWatch احتمالية بنسبة 87% لخفض الفائدة الأمريكية بمقدار 0.25% الأسبوع المقبل، وهو ما يعزز جاذبية الذهب نظرًا لانخفاض العوائد الحقيقية على السندات.
سياسات نقدية عالمية تحفز الطلب على المعدن النفيس
شهدت الأسواق الدولية تقلبات واضحة في توقعات أسعار الفائدة الأمريكية خلال الأسابيع الأخيرة، مع عودة سيناريو خفض الفائدة إلى الواجهة نتيجة استقرار التضخم وتباطؤ سوق العمل، ما انعكس على حركة الذهب.
وفي السياق ذاته، خفّض البنك المركزي الهندي سعر الفائدة الرئيسي بنحو 25 نقطة أساس إلى 5.25% مع الإبقاء على توجهات تيسيرية، وهو ما يعزز الطلب العالمي على الذهب. كما يُتوقع أن تواصل الصين سياستها النقدية المرنة مع التركيز على دعم التصنيع والتكنولوجيا، ما يرفع توقعات الاستهلاك والطلب على المعادن.
الضغوط الجيوسياسية تعزز دور الذهب كملاذ آمن
وتستمر التوترات الجيوسياسية، سواء في الشرق الأوسط أو في العلاقات الأمريكية–الصينية، في دعم جاذبية الذهب، في ظل عدم اليقين بشأن مسار الفيدرالي وتوجهات السياسة النقدية عالميًا. ووفق التحليلات، يظل المعدن النفيس محميًا من التقلبات قصيرة الأجل مستفيدًا من الضغوط الاقتصادية المتراكمة.
وبشكل عام، يحافظ الذهب على دعمه من توقعات التيسير النقدي، والمخاطر الجيوسياسية، وارتفاع الطلب العالمي على السلع، ما يبقيه مستقرًا عند مستويات مرتفعة كأحد أهم الملاذات الآمنة للمستثمرين.