بوابة بالعربي الإخبارية

قطاع الأدوية في السعودية.. نمو صناعي ودفاعي مع دخول شركات جديدة

الأحد 7 ديسمبر 2025 01:35 مـ 16 جمادى آخر 1447 هـ
قطاع الأدوية في السعودية
قطاع الأدوية في السعودية

يرى محللون ماليون أن قطاع الأدوية في السعودية يشهد مرحلة نمو مستدام، مدفوعاً بتوسع التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، بالإضافة إلى تراجع مكررات الربحية للشركات المدرجة إلى مستويات أكثر جذباً للمستثمرين، في وقت تعمل فيه المملكة على تعزيز أمنها الدوائي وتوفير المستحضرات الحيوية محلياً.

وتشير بيانات الاستراتيجية الوطنية للصناعة إلى أن القيمة السوقية لصناعة المستحضرات الدوائية والأدوية الحيوية بلغت نحو 27.9 مليار ريال في 2020، مع توقعات بالوصول إلى 44.1 مليار ريال بحلول 2030.

ويغطي الإنتاج المحلي حوالي 25% فقط من الطلب، ما يفتح فرصاً استثمارية واسعة أمام الشركات المحلية والدولية الراغبة في الدخول إلى السوق السعودية.

نمو القطاع وتقييمات جذابة

وقالت المحللة المالية ماري سالم إن قطاع الأدوية يعد من قطاعات النمو الواعدة، خصوصاً مع انتقال عمليات التصنيع إلى داخل المملكة، وزيادة التركيز على الصناعات الدوائية المحلية. وأضافت أن تراجع مؤشر القطاع بنسبة 5.75% منذ بداية العام يُعد محدوداً مقارنة بأداء السوق العامة، مع تداول عرضي ومستقر دون تقلبات مرتفعة.

ويضم القطاع حالياً ثلاث شركات مدرجة، تتصدرها شركة الدوائية الأقدم تاريخياً منذ إدراجها في السوق عام 1994، تليها شركة جمجوم فارما المدرجة في يونيو 2023 والتي تعد الأكبر من حيث القيمة السوقية، وأخيراً شركة أفالون فارما، الأحدث والأصغر من حيث القيمة، منذ فبراير 2024.

ومن بين الأسهم الأفضل أداءً منذ بداية العام، تبرز جمجوم فارما وأفالون فارما مع ميل صعودي واضح، في حين شكل سهم الدوائية ضغطاً على المؤشر العام للقطاع. وأوضحت سالم أن زيادة عدد الشركات المدرجة ستعزز المنافسة وجذب المستثمرين، ليس فقط على مستوى الأداء التشغيلي، بل من ناحية التقييمات الاستثمارية، حيث انخفض مكرر ربحية القطاع من 47 مرة في 2024 إلى نحو 26 مرة حالياً، مع استقرار نسبي في الأرباح وتوقعات بتحسنها مستقبلاً.

وافد جديد يعزز التنافسية

تقدمت اليوم شركة “أدوية سدير” بطلب تسجيل أسهمها وطرحها للاكتتاب العام في السوق الرئيسية، وهي مملوكة بنسبة 35% لشركة الحمادي القابضة المدرجة في قطاع الرعاية الصحية، ما يفتح المجال لمزيد من المنافسة داخل القطاع وتوسيع قاعدة المستثمرين.

وشهدت شركات القطاع الثلاثة نمواً ملحوظاً في أرباحها خلال 2024، حيث بلغ صافي الأرباح 461 مليون ريال، تصدرتها جمجوم فارما بـ 356 مليون ريال، تلتها أفالون فارما، وأخيراً الدوائية بـ 24.5 مليون ريال فقط. وسجلت جمجوم فارما ارتفاعاً في قيمتها السوقية من 4.2 مليار ريال عند الإدراج إلى 10.62 مليار ريال، فيما ارتفعت أفالون فارما من 1.64 مليار ريال إلى 2.42 مليار ريال، ليصل إجمالي القيمة السوقية للقطاع إلى 16.36 مليار ريال.

تحليل فني للأسهم

وصف المحلل محمد زيدان قطاع الأدوية بأنه نمو ودفاعي في الوقت نفسه، مؤكداً أن التراجع المحدود يعكس تماسكا واضحاً مقارنة ببقية السوق. وأوضح أن سهم جمجوم فارما يتمتع بدعم فني عند مستوى 145 ريال، مع احتمالية صعوده إلى 170–175 ريال في حال استمرار الزخم الشرائي.

أما سهم أفالون فارما، فيواجه تحركات سعرية متقلبة، ويشير متوسط السعر المستهدف للخبراء إلى 146 ريال، بينما يتوقع زيدان وصوله إلى 150 ريال في حال تجاوز مقاومة 137 ريال.

وبالنسبة لسهم الدوائية، وهو الأكثر تراجعاً بين شركات القطاع بنسبة 13% منذ بداية العام، يراهن المحللون على احتمالية انعكاس الاتجاه إذا حافظ السهم على مستوى 21 ريال، مع إمكانية صعوده إلى 40 ريال على المدى المتوسط.