قطاع الأدوية السعودي يتماسك ويستعد لنمو مستدام
يواصل قطاع الأدوية السعودي تماسكه رغم بعض التراجعات الطفيفة، وسط توقعات بنمو السوق على المدى الطويل مدفوعاً بتوسيع التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد، بالإضافة إلى تراجع مكررات الربحية التي أصبحت أكثر جاذبية للمستثمرين.
وتعكس هذه المؤشرات فرصاً استثمارية واسعة أمام الشركات العاملة في القطاع، خاصة مع دعم الاستراتيجية الوطنية للصناعة لتعزيز الإنتاج المحلي وضمان الأمن الدوائي.
نمو السوق وأفق الاستثمار
تشير بيانات الاستراتيجية الوطنية للصناعة إلى أن حجم سوق المستحضرات الدوائية والأدوية الحيوية بلغ 27.9 مليار ريال عام 2020، مع توقعات بالوصول إلى أكثر من 44 مليار ريال بحلول 2030. ومع أن الإنتاج المحلي يغطي نحو 25% فقط من الطلب، فإن ذلك يعكس فجوة كبيرة تشكل فرصة للشركات لتوسيع حصتها السوقية.
وقالت المحللة المالية ماري سالم إن القطاع يُعد قطاع نمو، خصوصاً مع انتقال عمليات التصنيع إلى داخل المملكة، ما يعزز من إمكانات الاستثمار المحلي ويزيد من جاذبية التقييمات للشركات المدرجة.
أداء الشركات المدرجة وتقييمات جاذبة
يتألف قطاع الأدوية السعودي من ثلاث شركات رئيسية:
الدوائية: أقدم الشركات المدرجة منذ 1994، سجلت صافي أرباح 24.5 مليون ريال عام 2024.
جمجوم فارما: الأكبر من حيث القيمة السوقية، مع أرباح 356 مليون ريال وصعود من 4.2 إلى 10.62 مليار ريال في القيمة السوقية.
أفالون فارما: الأحدث والأصغر، مع أرباح 80 مليون ريال وارتفاع القيمة السوقية من 1.64 إلى 2.42 مليار ريال.
شهدت شركات القطاع الثلاث نمواً ملحوظاً في أرباحها بنسبة تجاوزت 50% خلال 2024، مع تراجع مكرر الربحية من 47 مرة في 2024 إلى نحو 26 مرة حالياً، ما يعكس فرصاً جذابة للمستثمرين.
وافد جديد يعزز المنافسة
تقدمت شركة أدوية سدير بطلب تسجيل أسهمها وطرحها للاكتتاب العام في السوق الرئيسية، لتصبح أحدث الشركات المنضمة إلى قطاع الأدوية. وتمتلك الشركة نسبة 35% من الحمادي القابضة، التي تعمل في قطاع الرعاية الصحية وإدارة المستشفيات.
ويمثل دخول شركات جديدة مرحلة توسع وفرصاً إضافية للمنافسة والتسعير، مع زيادة الاهتمام من قبل المستثمرين المؤسساتيين وصناديق الاستثمار.
تباين الأداء الفني للأسهم
"جمجوم فارما" – دعم فني وصعود محتمل
تراجع سهم جمجوم فارما 0.3% منذ بداية العام، لكنه حافظ على مستوى دعم عند 145 ريالاً، مع توقعات بالوصول إلى 160-175 ريالاً في حال استمرار الزخم الشرائي.
"أفالون فارما" – حياد مع تفاؤل فني
يشير 25% من المحللين إلى توصية شراء مقابل 75% بالحياد، مع توقعات بالسهم لإعادة اختبار متوسط 200 يوم عند 126 ريالاً، واستهداف المقاومة عند 137 ريالاً، مع إمكانية الوصول إلى 150 ريالاً في حال اختراق المقاومة.
"الدوائية" – ضغوط بيعية وفرصة انعكاس
يُعد سهم الدوائية الأكثر تراجعاً بنسبة 13%، لكنه أظهر تماسكاً عند مستوى 21 ريالاً، مع احتمالية تحول الاتجاه للصعود على المدى المتوسط، ووصول السهم إلى 40 ريالاً في حال استمرار الزخم الإيجابي.
قطاع نمو ودفاعي مع فرص مستقبلية
يصف المحلل المالي محمد زيدان قطاع الأدوية بأنه نمو ودفاعي في آن واحد، حيث يجمع بين تماسك الأداء مقابل تباين فرص النمو الفني للأسهم. ومع دخول شركات جديدة مثل "أدوية سدير"، من المتوقع أن يشهد القطاع توسعاً في النشاط الصناعي والاستثماري، مدعوماً ببيئة تنظيمية داعمة وتقييمات جذابة، ما يعزز من فرص جذب استثمارات جديدة وطويلة الأجل.
