• الرئيسية
• اقتصاد بالعربي

وقعت السعودية وقطر اتفاقية رسمية لإنشاء مشروع قطار سكة حديد كهربائي فائق السرعة للركاب يربط بين عاصمتيهما، الرياض والدوحة، في خطوة تاريخية تُعد الأولى من نوعها بين الدولتين الخليجيتين اللتين شهدت علاقاتهما توترات في السابق.

ويأتي هذا المشروع في إطار جهود تعزيز التعاون الثنائي وتحسين البنية التحتية في المنطقة، ويعكس التحسن الكبير في العلاقات بين الرياض والدوحة خلال السنوات الأخيرة.

وأوضحت وسائل الإعلام السعودية الرسمية، اليوم الإثنين، أن القطار سيبدأ رحلته من مطار الملك سلمان الدولي بالرياض، متوجهاً نحو مطار حمد الدولي في الدوحة، مرورًا بمدينتي الهفوف والدمام في المملكة، ليشكل شبكة نقل حديثة تربط بين أهم المراكز الاقتصادية والسكانية في البلدين.

ومن المتوقع أن تتجاوز سرعة القطار 300 كيلومتر في الساعة (186 ميلًا في الساعة)، لتختصر زمن الرحلة المباشرة بين العاصمتين إلى حوالي 90 دقيقة فقط، وهو ما يمثل نقلة نوعية في حركة الركاب بين الدولتين.

وأفاد البيان بأن المشروع من المقرر أن يُستكمل خلال ست سنوات، ومن المتوقع أن يخدم نحو 10 ملايين مسافر سنويًا، كما سيوفر 30 ألف فرصة عمل في كلا البلدين، ما يعكس الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة لهذا المشروع.

وُقّعت الاتفاقية خلال زيارة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، للرياض، بحضور ولي العهد السعودي، الأمير حمد بن سلمان، ما يؤكد التزام الجانبين بتنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير التقنية والهندسية.

وعلى هامش زيارة الأمير تميم، رحبت الدولتان بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات مختلفة تشمل النقل السككي، وتشجيع الاستثمار، والأمن الغذائي، والإعلام، والتعاون في القطاع غير الربحي، ما يعكس التوسع في التعاون الاستراتيجي بينهما على صعيد عدة قطاعات.

ويعتبر مشروع القطار فائق السرعة علامة بارزة في تاريخ التعاون السعودي-القطري، إذ يفتح آفاقًا جديدة للنقل الحديث، ويعزز التكامل الاقتصادي بين البلدين، ويضع نموذجًا للتعاون الخليجي في مشاريع البنية التحتية المتقدمة.