بوابة بالعربي الإخبارية

هواوي في الصدارة.. الصين توسع استثماراتها في أشباه الموصلات لمواجهة الهيمنة الأمريكية

السبت 13 ديسمبر 2025 10:18 صـ 22 جمادى آخر 1447 هـ
الصين وأمريكا
الصين وأمريكا

تدرس الصين إطلاق حزمة حوافز مالية ضخمة قد تصل قيمتها إلى نحو 70 مليار دولار أمريكي، في خطوة تهدف إلى تعزيز وتمويل صناعة الرقائق الإلكترونية المحلية، التي تُعد أحد الأعمدة الأساسية في المنافسة التكنولوجية المتصاعدة بينها وبين الولايات المتحدة. وتعكس هذه الخطوة إصرار بكين على تسريع جهودها لتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع بالغ الحساسية والاستراتيجية.

وبحسب ما نقلته صحيفة «ذا إيدج» عن مصادر مطلعة، يناقش مسؤولون صينيون حاليًا مقترحات لتخصيص إعانات ودعم تمويلي تتراوح قيمته بين 200 و500 مليار يوان، على أن تُوجه هذه الأموال إلى شركات ومشروعات مختارة في سلسلة تصنيع أشباه الموصلات. وأشارت المصادر إلى أن تفاصيل الحزمة، بما في ذلك حجم التمويل النهائي والجهات المستفيدة، لا تزال قيد الدراسة والإعداد.

ويُقارب حجم هذا التوجه، في حدوده الدنيا، حجم الاستثمارات التي رصدتها الولايات المتحدة ضمن «قانون الرقائق» الأمريكي، ما يبرز حجم الرهان الصيني على هذا القطاع، وسعيه الواضح لتقليص الاعتماد على الموردين الأجانب، وعلى رأسهم شركات أمريكية كبرى مثل «إنفيديا».

وترى بكين أن تعزيز القدرات المحلية في مجال الرقائق بات ضرورة ملحة في ظل القيود والتوترات التجارية والتكنولوجية المفروضة من واشنطن.

وتُعد صناعة الرقائق الإلكترونية من أكثر الصناعات تعقيدًا في العالم، إذ تعتمد على إنتاج الدوائر المتكاملة باستخدام السيليكون كمادة أساسية، وتمر بمراحل دقيقة تشمل تنقية السيليكون وتقطيعه إلى شرائح، ثم بناء مليارات الترانزستورات عبر عمليات متكررة من الحفر والإشابة والترسيب، باستخدام تقنيات الطباعة الضوئية المتقدمة.

وتُشكل هذه الرقائق القلب النابض لمختلف الأجهزة الذكية الحديثة، ما يجعلها محورًا للتنافس بين القوى الكبرى.

وفي هذا السياق، أكدت المصادر أن الحكومة الصينية ستواصل تقديم الدعم لشركات محلية بارزة مثل «هواوي تكنولوجيز» و«كامبريكون تكنولوجيز»، حتى بعد موافقة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على السماح ببيع بعض رقائق «إنفيديا» المتقدمة، مثل طراز H200، إلى السوق الصينية.

ويشير ذلك إلى أن بكين تنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد لتعزيز سيادتها التكنولوجية وتقوية موقعها في سباق أشباه الموصلات العالمي.