من الشمس والرياح إلى البطاريات.. السعودية تعيد رسم خريطة الطاقة
تواصل السعودية تسريع خطواتها نحو التحول إلى الطاقة النظيفة، مع تسجيل تقدم ملحوظ في ربط مشروعات الطاقة المتجددة وتخزين الكهرباء بالشبكة الوطنية، في إطار استراتيجية طويلة الأمد لإعادة تشكيل مزيج الطاقة وتعزيز موثوقية الإمدادات الكهربائية.
وذكر موقع Renewables Now البلغاري أن المملكة نجحت في إدخال قدرات كبيرة من الطاقة المتجددة وأنظمة التخزين إلى الخدمة، بما يعكس تسارع وتيرة الاستثمار والتنفيذ في هذا القطاع الحيوي.
قفزة في قدرات الطاقة النظيفة
أوضح مساعد وزير الطاقة لشؤون الكهرباء، ناصر القحطاني، خلال مشاركته في مؤتمر الشبكات الذكية السعودي (SASG 2025)، أن السعودية ربطت قدرات طاقة متجددة تبلغ 12.3 غيغاواط بالشبكة الوطنية للكهرباء، إلى جانب تشغيل أنظمة تخزين بطاريات بسعة 8 غيغاواط/ساعة.
وأضاف أن محفظة المشاريع الحالية قيد التطوير تشمل نحو 64 غيغاواط من مشروعات الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى أنظمة تخزين طاقة بالبطاريات تصل سعتها إلى قرابة 30 غيغاواط/ساعة.
«أكوا باور» تقود التوسع على نطاق واسع
وأشار الموقع البلغاري إلى الدور المحوري الذي تلعبه شركة «أكوا باور» في دعم التحول نحو الطاقة النظيفة داخل المملكة، متوقعًا تسارع وتيرة التوسع خلال الأعوام المقبلة مع تطوير مشروعات جديدة على مستوى الغيغاواط.
وذكر أن الشركة أغلقت مؤخرًا الترتيبات المالية لمشروعين لطاقة الرياح وخمسة مشاريع للطاقة الشمسية داخل السعودية، بقدرة إجمالية تصل إلى 15 غيغاواط، وجميعها مدعومة باتفاقيات شراء طاقة موقعة مع الشركة السعودية لشراء الطاقة.
ومن المنتظر أن يبدأ تشغيل هذه المشاريع خلال النصف الثاني من عام 2027 والنصف الأول من عام 2028.
مشروعات دخلت الخدمة في 2025
في سياق متصل، بدأت «أكوا باور» في وقت سابق من عام 2025 تشغيل قدرات شمسية إجمالية تبلغ 2.79 غيغاواط، ضمن مشاريع محطة الرس 2 للطاقة الشمسية في منطقة القصيم، ومشروع سعد 2 في الرياض، إضافة إلى مشروع الكهفة في منطقة حائل.
استثمارات موازية في الشبكات الكهربائية
يتزامن التوسع في إنتاج الطاقة المتجددة مع استثمارات مكثفة في تطوير البنية التحتية للشبكات الكهربائية. وبيّن القحطاني أن نسبة أتمتة شبكات التوزيع بلغت نحو 40% بنهاية عام 2025، واصفًا هذه النسبة بأنها متوافقة مع أفضل الممارسات العالمية من حيث تحقيق التوازن بين الكفاءة والعائد على الاستثمار.
الشبكات الذكية ركيزة التحول
أكد القحطاني أن الشبكات الذكية تمثل عنصرًا أساسيًا في تطوير قطاع الكهرباء، لما توفره من سرعة الاستجابة للأعطال، وتقليص زمن استعادة الخدمة، وتعزيز موثوقية الإمدادات الكهربائية، عبر توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل بيانات العدادات الذكية.
مستهدف 2030
وتسعى السعودية إلى رفع مساهمة الطاقة المتجددة إلى 50% من إجمالي مزيج توليد الكهرباء بحلول عام 2030، مع اعتماد مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وأنظمة تخزين الطاقة على نطاق واسع كدعائم رئيسية لتحقيق هذا الهدف، بما يعزز أمن الطاقة ويدعم التحول نحو اقتصاد أكثر استدامة.
