انخفاض أسعار الغذاء يدفع التضخم في بريطانيا إلى أدنى مستوى في 8 أشهر
أسهم التراجع الملحوظ في أسعار المواد الغذائية داخل المملكة المتحدة خلال الشهر الماضي في خفض معدل التضخم إلى أدنى مستوياته منذ ثمانية أشهر، حيث سجل 3.2% في نوفمبر مقارنة بـ3.6% في أكتوبر، وهو انخفاض فاق توقعات المحللين، بحسب ما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي».
وتكتسب هذه البيانات أهمية خاصة في توقيت حساس، إذ تصدر قبل اجتماع بنك إنجلترا المقرر غدا الخميس لاتخاذ قرار بشأن أسعار الفائدة، وسط توقعات باتجاه البنك إلى خفضها في ضوء تباطؤ الضغوط التضخمية.
وجاء تراجع أسعار المواد الغذائية، التي كانت العامل الأبرز في خفض معدل التضخم، على أساس شهري، مخالفا النمط المعتاد الذي يشهد عادة ارتفاع الأسعار في هذا التوقيت من العام. وبين شهري أكتوبر ونوفمبر، انخفضت أسعار الغذاء بنحو 0.2 نقطة مئوية، فيما بلغ معدل الزيادة السنوية 4.2%، مقارنة بـ4.9% خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
من جانبها، قالت وزيرة الخزانة البريطانية، راشيل ريفز، إن العائلات في مختلف أنحاء البلاد «سترحب بلا شك بهذا التراجع في معدل التضخم»، في ظل الضغوط المتزايدة على تكاليف المعيشة.
خفض فواتير الخدماتوأكدت ريفز أن خفض أعباء الخدمات يمثل أولوية قصوى للحكومة، مشيرة إلى اتخاذ إجراءات شملت تجميد أسعار تذاكر القطارات ورسوم الأدوية، إلى جانب خفض متوسط فواتير الطاقة بنحو 150 جنيها إسترلينيا ضمن موازنة هذا العام.
ويُقاس التضخم في المملكة المتحدة من خلال مؤشر أسعار المستهلك، الذي يعتمد على سلة من السلع والخدمات يحددها مكتب الإحصاءات الوطنية، وتضم منتجات أساسية مثل الخبز والفواكه وأنواع مختلفة من الملابس، إضافة إلى خدمات متعددة.
الأسعار لا تزال مرتفعةورغم تباطؤ وتيرة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، فإن مستويات الأسعار لا تزال أعلى من العام الماضي، مع تباين ملحوظ في أسعار السلع الأساسية المرتبطة بموسم الأعياد.
وأظهرت البيانات ارتفاع أسعار لحم البقر بنسبة 27.7% على أساس سنوي، إلى جانب زيادات في أسعار الشوكولاتة بنسبة 17.3%، والحليب 14.8%، والقهوة 14.5%.
في المقابل، سجلت بعض السلع انخفاضا في أسعارها، أبرزها زيت الزيتون بنسبة 16.2%، والدقيق 6.1%، والمعكرونة 4.2%. أما سلع أخرى شائعة خلال موسم الأعياد، مثل الجبن والبطاطس والدواجن، فقد شهدت تغيرات طفيفة في أسعارها دون تسجيل تقلبات حادة.
