السوق السعودية تتحرك في نطاق ضيق وتترقب إغلاق العام بخسارة أسبوعية
تواصل سوق الأسهم السعودية التحرك في نطاق ضيق مع اقتراب نهاية العام، في ظل ضعف شهية المخاطرة وغياب المحفزات قصيرة الأجل، ما يضع المؤشر العام أمام خسارة أسبوعية جديدة، رغم محاولات محدودة للتماسك بدعم من بعض الأسهم القيادية.
أداء حذر ومكاسب محدودة
افتتح المؤشر العام للسوق السعودية «تاسي» تعاملات الخميس على ارتفاع طفيف مسجلاً 10419 نقطة، بعدما أغلق الجلسة السابقة عند أدنى مستوى له في أكثر من عامين.
وجاء هذا التحسن المحدود بدعم من أسهم قيادية مثل مصرف الراجحي والبنك الأهلي وأكوا باور، في حين تراجع سهم سابك، واستقر سهم أرامكو دون تغيير يُذكر.
ورغم هذا الأداء المتماسك، لا تزال السوق تتجه لخسارة أسبوعية تتجاوز 2.5%، مع استمرار العزوف عن المخاطرة قبيل نهاية العام.
مستويات دعم ومقاومة
يرى المحلل المالي عاصم منصور أن السوق قد تجد دعماً قرب المستويات الحالية، وتحديداً عند القاع المتكون في سبتمبر الماضي قرب 10376 نقطة، مشيراً إلى أن المستثمرين يحاولون الحفاظ على ما تبقى من مكاسب أكتوبر، رغم أن السوق محَت معظمها.
وأضاف أن الارتفاعات السابقة التي جاءت مع الحديث عن رفع سقف ملكية الأجانب قد تتكرر مستقبلاً، لكن ذلك يظل مرهوناً بتحسن السيولة.
نظرة سلبية على المدى القريب
من جانبه، اعتبر محمد زيدان، المحلل المالي الأول في «الشرق»، أن بقاء مؤشر «تاسي» دون مستوى 10500 نقطة يعني استمرار النظرة السلبية على المدى القريب.
وأوضح أن التراجع الحالي يعود إلى انخفاض شهية المخاطر مع اقتراب نهاية العام وإغلاق مراكز استثمارية استراتيجية، مشيراً إلى أن السوق قد تنتظر مستويات بين 10 آلاف و10250 نقطة لبناء مراكز شرائية جديدة.
محفزات مؤجلة إلى العام المقبل
بدورها، أوضحت ماري سالم، المحللة المالية لدى «الشرق»، أن الضغوط الحالية تأتي في الأساس من القطاعات القيادية، في ظل غياب التمركز الاستثماري وانتظار محفزات إيجابية.
وأضافت أن جميع العوامل الداعمة تقريباً باتت مؤجلة إلى عام 2026، سواء تعلق الأمر بنتائج أعمال الشركات أو بتعديلات محتملة على نسب ملكية الأجانب، وهي عوامل يُفترض أن تعزز جاذبية السوق لاحقاً.
إدراجات جديدة تحت الضغط
في سياق متصل، هبط سهم «الرمز للعقارات» بأكثر من 10% في أولى جلسات تداوله، ليسجل 62.95 ريال، في مشهد تكرر مع عدد من الطروحات الحديثة.
ويرى سعد آل ثقفان، عضو مجلس إدارة جمعية الاقتصاد السعودية، أن توقيت الطرح لم يكن مناسباً في ظل التراجعات الأخيرة وضعف الإقبال على الاكتتابات.
ورغم ذلك، أشار إلى أن تحسن إيرادات وأرباح الشركة قد ينعكس إيجاباً على السهم مستقبلاً، خاصة مع إعلان نتائج الربع الرابع، إذا استمر مسار النمو.
صورة أوسع لسوق الطروحات
لفت عاصم منصور إلى أن نحو ثلثي الأسهم المطروحة هذا العام يتم تداولها حالياً دون سعر الطرح، مع تراجع نسب التغطية مقارنة بالعام الماضي. وأكد أن عودة الزخم إلى سوق الطروحات تتطلب تقديم قصص نمو واضحة قائمة على الأرباح المستقبلية.
أخبار الشركات
ومن أخبار السوق، أعلنت شركة الاتصالات السعودية توقيع مذكرة تفاهم مع «هيوماين»، شركة الذكاء الاصطناعي التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، لتطوير وتشغيل مراكز بيانات بسعة تصل إلى 1 غيغاواط. وسجل سهم الشركة ارتفاعاً طفيفاً في التعاملات المبكرة، في إشارة إلى تفاعل محدود مع الخبر ضمن أجواء السوق الحذرة.
