بوابة بالعربي الإخبارية

مكاسب تاريخية للنحاس في 2025: قفزة تفوق 40% وأفضل أداء منذ 2009

الأحد 28 ديسمبر 2025 12:08 مـ 8 رجب 1447 هـ
النحاس
النحاس

شهدت أسعار النحاس خلال عام 2025 ارتفاعات قياسية، حيث سجلت مكاسب تجاوزت 40% منذ بداية العام، محققة أفضل أداء سنوي منذ عام 2009.

ومع اقتراب نهاية العام، ارتفع سعر النحاس في بورصة كوميكس (COMEX)، الذراع السلعية لبورصة نيويورك التجارية (NYMEX)، إلى 12,720 دولارا للطن، بزيادة سنوية بلغت نحو 41.7%؛ ليصبح المعدن الأحمر محور اهتمام المستثمرين والتجار والمحللين على حد سواء، في ظل توقعات بارتفاع الطلب العالمي واستمرار الضغوط على العرض.

وجاءت هذه القفزة القياسية نتيجة تداخل عوامل أساسية ومضاربية، أبرزها اضطرابات الإنتاج في المناجم الكبرى حول العالم، لاسيما في تشيلي وبيرو وإندونيسيا، حيث أثرت الحوادث التشغيلية وتأخيرات المشاريع الجديدة على الإنتاج؛ ما أدى إلى تقلص العرض وزيادة الضغوط السعرية.

وفي الصين، خفضت بعض المصاهر رسوم المعالجة؛ ما عكس توتر سلاسل التوريد وأتاح للمعدنين قوة أكبر في تحديد الأسعار.

وفي المقابل، ارتفع الطلب بشكل كبير من قطاعات رئيسية، أبرزها الطاقة النظيفة والمركبات الكهربائية ومراكز البيانات، إضافة إلى مشاريع البنية التحتية الذكية التي تعتمد على شبكات وأسلاك نحاسية واسعة.

وتستهلك المركبات الكهربائية كميات أكبر من النحاس مقارنة بالسيارات التقليدية؛ ما عزز الضغط على العرض ورفع الأسعار.

كما لعبت المضاربات والتوقعات المرتبطة بالسياسات التجارية دورا مهما في تعزيز الأسعار، حيث دفعت توقعات فرض تعريفات على واردات النحاس المشترين إلى تراكم المخزون لتجنب ارتفاع التكاليف مستقبلا؛ ما قلص التوافر الفعلي في الأسواق وزاد الضغوط السعرية على المعدن.

وكان لأداء النحاس انعكاسات واضحة على الأسواق المالية، إذ أسهم ارتفاع الأسعار في تعزيز معنويات أسواق السلع، فيما سجلت المعادن الثمينة مثل الذهب والفضة أداء إيجابيا نتيجة المخاوف من التضخم.

واستفادت شركات التعدين وإنتاج المعادن الأساسية من ارتفاع الأسعار، مع زيادة الاهتمام بأسهمها عالميا، بينما ركز المستثمرون على تأثير أسعار النحاس على سلاسل الإمداد الصناعية والتقنية.

وتشير التوقعات إلى استمرار ضيق الأسواق خلال 2026 مع استمرار الطلب القوي من القطاعات الصناعية والتقنية، وقد ترتفع الأسعار أكثر إذا استمرت اضطرابات الإنتاج وتسارع نمو الطلب.

ومع ذلك، هناك مخاطر محتملة تشمل تباطؤ الاقتصاد، تغييرات في السياسات التجارية، أو زيادة الإنتاج من المشاريع الجديدة؛ ما قد يخفف الضغط على الأسعار.

أما من حيث التوقعات المؤسسية، فقد توقع بنك "جولدمان ساكس" أن تتراوح أسعار النحاس بين 10,000 و11,000 دولار للطن في 2026، رغم ضيق العرض الحالي، مع فائض 160 ألف طن وعدم وجود نقص حتى 2029.

في المقابل، رفع "بنك أوف أمريكا" توقعاته لمتوسط سعر النحاس إلى 11,313 دولارا للطن في 2026، و13,501 دولارا في 2027، مع احتمال بلوغ الأسعار 15,000 دولار بسبب اضطرابات الإنتاج في المناجم الرئيسية وارتفاع الطلب من الصين.

وعلى الرغم من الاتجاه الصاعد خلال العام، شهدت أسعار النحاس تقلبات ملحوظة، حيث انخفضت بنسبة 20% في يوليو بعد أن استثنت الولايات المتحدة الكاثودات من التعريفات على واردات النحاس، بينما شملت التعريفات المنتجات نصف المصنعة.

كما توقع المجلس الدولي لدراسة النحاس (ICSG) أن يتضاعف فائض النحاس العالمي في 2025 نتيجة تأثيرات التعريفات الأمريكية على الطلب مقارنة بنمو الإنتاج.

وبالنظر إلى هذه التطورات، ينصح الخبراء، المستثمرين بمراقبة دور النحاس في الأسواق العالمية، مع متابعة أداء شركات التعدين ومنتجي المعادن الصناعية وسلاسل الإمداد التقنية، وتحليل العوامل الاقتصادية الكلية وتأثيرها على الأسعار قبل اتخاذ أية قرارات استثمارية.