الفضة تقترب من تسجيل عام تاريخي في الأسواق العالمية
تتجه أسعار الفضة نحو تسجيل أفضل أداء سنوي لها منذ أكثر من أربعة عقود، في ظل موجة صعود قوية عززتها تطورات في جانب المعروض العالمي، إلى جانب تصاعد الطلب الاستثماري والصناعي على المعدن النفيس.
مكاسب تتجاوز الذهب منذ بداية العام
وسجلت الفضة ارتفاعات حادة خلال الفترة الأخيرة، لتراكم مكاسب كبيرة منذ مطلع العام، متفوقة بفارق واضح على أداء الذهب، وفق ما نقلته صحيفة “تليجراف” البريطانية، في إشارة إلى التحول المتزايد في شهية المستثمرين نحو هذا المعدن.
الملاذات الآمنة تعود إلى الواجهة
ويرتبط هذا الصعود بإقبال المستثمرين على المعادن النفيسة كملاذات آمنة، في ظل بيئة عالمية تتسم بارتفاع معدلات التضخم، وتصاعد التوترات الجيوسياسية، وتفاقم مستويات الديون الحكومية، ما عزز الطلب على الفضة جنبًا إلى جنب مع الذهب.
قيود صينية تضغط على المعروض العالمي
وساهمت الصين بدور محوري في تسريع وتيرة ارتفاع الأسعار، بعدما أعلنت تشديد الرقابة على صادرات الفضة وبعض المعادن الأخرى. واعتبارًا من يناير المقبل، ستخضع صادرات الفضة لنظام تراخيص حكومية يقتصر على الشركات الكبرى، الأمر الذي من شأنه تقليص الإمدادات العالمية، لا سيما أن الصين تُعد ثاني أكبر منتج للفضة عالميًا.
سوق يعاني اختلالًا بين العرض والطلب
وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه سوق الفضة فجوة متزايدة بين العرض والطلب، مع تراجع الاحتياطيات العالمية مقابل نمو قوي في الطلب، سواء لأغراض استثمارية أو صناعية، خصوصًا في قطاعات الطاقة النظيفة مثل صناعة الألواح الشمسية.
خفض الفائدة يدعم جاذبية المعادن
كما أسهمت تخفيضات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة في تعزيز جاذبية المعادن النفيسة، إذ أصبحت أكثر تنافسية مقارنة بالأصول المدرة للعائد، ما دفع مزيدًا من المستثمرين إلى زيادة انكشافهم على الفضة.
تقلبات حادة بسبب صغر حجم السوق
وبسبب محدودية حجم سوق الفضة مقارنة بسوق الذهب، تبدو الأسعار أكثر عرضة لتحركات حادة وتقلبات سريعة، وهو ما أعاد إلى الأذهان أزمات تاريخية شهدها هذا السوق في فترات سابقة.
أثر إيجابي يمتد إلى قطاع التعدين والمعادن الأخرى
وانعكست الطفرة الحالية على أداء شركات تعدين الفضة، إلى جانب تسجيل ارتفاعات قوية في أسعار معادن أخرى مثل البلاتين والنحاس، في دلالة على اتساع نطاق الزخم الصعودي في أسواق المعادن العالمية بشكل عام.