ارتفاع أسعار النفط مع تصاعد المخاوف الجيوسياسية وترقب تطورات الحرب في أوكرانيا
سجّلت أسعار النفط ارتفاعًا تجاوز 1% خلال تعاملات اليوم الإثنين 29 ديسمبر 2025، لتعوض جانبًا من الخسائر التي تكبدتها في الجلسات السابقة، في ظل تصاعد المخاوف الجيوسياسية وترقّب المستثمرين لمآلات المحادثات السياسية المتعلقة بالحرب في أوكرانيا، إلى جانب التوترات المستمرة في الشرق الأوسط.
ويتابع المستثمرون عن كثب نتائج المحادثات التي جرت بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي قد تمهد لاتفاق محتمل لإنهاء الحرب، فضلًا عن تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، التي تُثير مخاوف من تعطل إمدادات الطاقة العالمية.
وكان الرئيس الأميركي قد صرّح، يوم الأحد، بأن بلاده وأوكرانيا تقتربان بشكل كبير من التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن مصير إقليم دونباس المتنازع عليه لا يزال يمثل عقبة رئيسة أمام التوصل إلى تسوية نهائية.
وجاء هذا الارتفاع بعد أن أنهت أسعار النفط تعاملات يوم الجمعة 26 ديسمبر على انخفاض بنحو 3%، مواصلة خسائرها للجلسة الثانية على التوالي، في ظل ضعف السيولة الناتج عن عطلة عيد الميلاد.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 06:28 صباحًا بتوقيت غرينتش (09:28 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم فبراير 2026، بنسبة 1.10% لتصل إلى 61.32 دولارًا للبرميل.كما صعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم فبراير 2026، بنسبة 1.11% لتسجّل 57.37 دولارًا للبرميل، وفق البيانات اللحظية التي تتابعها منصة الطاقة المتخصصة ومقرها واشنطن.
وكان الخامان القياسيان قد تراجعا في جلسة الجمعة بنسبة 2.57% لخام برنت و2.76% لخام غرب تكساس الوسيط، مسجلين خسائر أسبوعية، مع تقييم المستثمرين لاحتمالات فائض المعروض العالمي في الفترة المقبلة، إلى جانب فرص التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا قبل المحادثات التي جرت في نهاية الأسبوع بين الرئيسين الأميركي والأوكراني.
ويحاول المتعاملون في السوق الموازنة بين المخاطر الجيوسياسية المتصاعدة وتوقعات وفرة الإمدادات في مطلع عام 2026، وهو ما يجعل أسعار النفط أكثر حساسية لأي اضطرابات محتملة وطويلة الأمد في الإنتاج أو الشحن.
تحليل تطورات السوق
عقد الرئيسان الأميركي والأوكراني مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مساء الأحد، عقب لقائهما في منتجع مارالاغو التابع لترمب في ولاية فلوريدا، حيث أكد الرئيس الأميركي أن الأسابيع القليلة المقبلة ستُظهر ما إذا كانت المفاوضات ستُفضي إلى إنهاء الحرب.
وفي هذا السياق، قال كبير باحثي شؤون الطاقة في شركة تشاينا فيوتشرز المحدودة، مينغيو غاو، إن محادثات السلام لم تحقق تقدمًا ملموسًا في القضايا الإقليمية الحساسة، ما قد يُبقي اتفاق السلام بين روسيا وأوكرانيا في حالة جمود دون اختراق سريع.
من جانبه، أشار محلل شركة هايتونغ فيوتشرز، يانغ آن، إلى أن ارتفاع أسعار النفط يعود أيضًا إلى استمرار التوترات الجيوسياسية، لافتًا إلى أن روسيا وأوكرانيا واصلتا استهداف البنية التحتية للطاقة لدى كل منهما خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط شهدت اضطرابات جديدة، بعد إعلان إيران أنها في حالة “حرب شاملة” مع الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل، وهو ما أثار مخاوف الأسواق من احتمالية حدوث اضطرابات في إمدادات النفط.
بدوره، توقّع محلل شركة آي جي، توني سيكامور، أن يتحرك خام غرب تكساس الوسيط ضمن نطاق يتراوح بين 55 و60 دولارًا للبرميل، مع تركيز الأسواق أيضًا على تشديد إجراءات إنفاذ القانون الأميركية ضد شحنات النفط الفنزويلية، إضافة إلى تداعيات الضربة العسكرية الأميركية التي استهدفت مواقع لتنظيم داعش في نيجيريا، التي تنتج نحو 1.5 مليون برميل يوميًا.
وتُعد فنزويلا ونيجيريا من كبار منتجي النفط عالميًا، وبينما تتركز الحقول النفطية النيجيرية بشكل أساسي في جنوب البلاد، فإن الغارات الجوية التي نُفذت في شمال غرب نيجيريا أسهمت في رفع مستوى المخاطر الجيوسياسية.
وفي السياق ذاته، أصدر البيت الأبيض توجيهات للقوات الأميركية بالتركيز على فرض ما وصفه بـ“حصار نفطي” على فنزويلا لمدة لا تقل عن شهرين، في إشارة إلى أن واشنطن تفضّل حاليًا استخدام أدوات الضغط الاقتصادية بدلًا من الوسائل العسكرية في تعاملها مع كاراكاس.
