الفضة تتجاوز 80 دولارًا للأونصة وتسجل أعلى مستوى في تاريخها
سجلت أسعار الفضة قفزة تاريخية مع اقتراب نهاية العام، متجاوزة حاجز 80 دولارًا للأونصة للمرة الأولى، في ظل تسارع وتيرة المضاربات في الأسواق العالمية، واستمرار الاختلالات العميقة بين العرض والطلب. ويعكس هذا الارتفاع الحاد تحولات هيكلية في سوق المعادن النفيسة، مدفوعة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متشابكة.
تقلبات حادة وجلسة استثنائية للأسعار
شهدت تعاملات يوم الإثنين تقلبات واسعة، إذ صعد سعر الفضة بما يصل إلى 6% خلال الجلسة، ليقفز في وقت مبكر إلى نحو 84 دولارًا للأونصة، قبل أن يتراجع إلى ما دون سعر الإغلاق السابق، ثم يعاود التعافي لاحقًا مع عودة الزخم الشرائي.
وفي المعاملات الفورية، ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 3.8% لتصل إلى 82.15 دولارًا للأونصة، بعدما لامست أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 83.62 دولارًا خلال الجلسة.
مكاسب سنوية استثنائية تتجاوز 180%
حققت الفضة منذ بداية العام مكاسب قوية بلغت نحو 181%، مدفوعة بعدة عوامل رئيسية، أبرزها إدراجها ضمن قائمة المعادن الحرجة في الولايات المتحدة، إلى جانب محدودية المعروض العالمي، وتراجع مستويات المخزون، في وقت يشهد فيه الطلب الصناعي والاستثماري نموًا متسارعًا.
ضعف الدولار والتوترات الجيوسياسية يعززان الطلب
أسهم ضعف الدولار الأميركي، بالتوازي مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، في تعزيز الإقبال على المعادن النفيسة كملاذات آمنة، ما أدى إلى موجة ارتفاعات متزامنة شملت الفضة والذهب والبلاتين، ودفعها جميعًا إلى تسجيل مستويات قياسية جديدة مع نهاية العام.
تحذيرات من فقاعة تاريخية في سوق الفضة
في هذا السياق، وصف توني سايكامور، محلل الأسواق لدى شركة آي جي أستراليا، حركة السوق الحالية بأنها “استثنائية”، معتبرًا أن التطورات الأخيرة تحمل ملامح فقاعة تاريخية تتشكل في سوق الفضة، في ظل التسارع الحاد للأسعار وتزايد النشاط المضاربي.
الطلب الصناعي يضاعف تأثير نقص الإمدادات
وعلى خلاف الذهب، تتميز الفضة بتعدد استخداماتها الصناعية، ما يجعلها عنصرًا أساسيًا في قطاعات حيوية، من بينها صناعة الألواح الشمسية، ومراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، والإلكترونيات. ويؤدي هذا التنوع في الاستخدامات إلى تضخيم أثر أي نقص محتمل في الإمدادات على قطاعات اقتصادية واسعة.
مخاوف متزايدة مع تراجع المخزونات العالمية
مع اقتراب المخزونات العالمية من أدنى مستوياتها على الإطلاق، تتصاعد المخاوف من حدوث فجوة حادة في المعروض خلال الفترة المقبلة، وهو ما قد يدفع الأسعار إلى مزيد من التقلبات والارتفاعات.
وفي هذا الإطار، علّق إيلون ماسك عبر منصة “إكس” على نقاشات تتعلق بنقص الإمدادات، مؤكدًا أن الفضة تمثل عنصرًا أساسيًا في العديد من العمليات الصناعية، ومحذرًا من تداعيات استمرار هذا الوضع على سلاسل الإنتاج.
أداء متباين لبقية المعادن النفيسة
في أسواق المعادن الأخرى، تراجع سعر البلاتين في المعاملات الفورية بنسبة 0.8% ليصل إلى 2429.10 دولارًا للأونصة، بعد أن كان قد سجل مستوى قياسيًا عند 2478.50 دولارًا في وقت سابق من الجلسة. وفي المقابل، ارتفع سعر البلاديوم بنسبة 0.1% ليبلغ 2003.83 دولارات للأوقية، في تعاملات اتسمت بالحذر مع نهاية العام.
