بوابة بالعربي الإخبارية

هجرة الكفاءات تضرب قلب التكنولوجيا الإسرائيلية

الإثنين 29 ديسمبر 2025 01:21 مـ 9 رجب 1447 هـ
أرشيفية
أرشيفية

يواجه قطاع التكنولوجيا في إسرائيل مرحلة دقيقة، مع تصاعد موجة انتقال العاملين والخبرات التقنية إلى خارج البلاد، في تطور يعكس ضغوطًا غير مسبوقة على أحد أهم أعمدة الاقتصاد الإسرائيلي. وتثير هذه التحركات المتسارعة مخاوف متزايدة بشأن قدرة القطاع على الحفاظ على زخمه الابتكاري واستمراريته في ظل تداعيات الحرب وعدم اليقين الجيوسياسي.

ارتفاع طلبات الانتقال إلى الخارج

كشف تقرير حديث صادر عن جمعية الصناعات التكنولوجية المتقدمة في إسرائيل عن زيادة ملحوظة في طلبات انتقال موظفي الشركات متعددة الجنسيات العاملة في إسرائيل إلى الخارج، على خلفية الحرب التي امتدت لعامين في قطاع غزة.
وأوضح التقرير، الذي تداولته وسائل إعلام إسرائيلية، أن 53 في المئة من الشركات أفادت بارتفاع طلبات الانتقال المقدمة من موظفيها الإسرائيليين، في مؤشر يعكس تنامي القلق المهني والشخصي داخل بيئة العمل التكنولوجية.

مخاوف على الابتكار والريادة التكنولوجية

حذرت الجمعية من أن استمرار هذه الظاهرة قد يلحق ضررًا مباشرًا بمحرك الابتكار المحلي، ويقوض المكانة التكنولوجية التي بنتها إسرائيل على مدى سنوات، خصوصًا في حال فقدان الكفاءات البشرية التي تشكل العمود الفقري لهذا القطاع.

التكنولوجيا.. ركيزة أساسية للاقتصاد الإسرائيلي

يشكل قطاع التكنولوجيا نحو 20 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لإسرائيل، ويوفر قرابة 15 في المئة من إجمالي الوظائف، ويسهم بأكثر من نصف الصادرات. كما يضم مئات الشركات متعددة الجنسيات الكبرى، من بينها مايكروسوفت وإنتل وNvidia وأمازون وMeta وآبل، ما يبرز حجم المخاطر المحتملة في حال تراجع جاذبية السوق المحلية.

شركات تدرس نقل أنشطتها إلى الخارج

وأشار التقرير إلى أن بعض الشركات بدأت بالفعل في دراسة خيارات نقل الاستثمارات والأنشطة إلى دول أخرى، بعدما اضطرت خلال فترة الحرب إلى البحث عن بدائل خارج إسرائيل أثبتت كفاءتها التشغيلية، وهو ما يفتح الباب أمام احتمال عدم عودة بعض العمليات بشكل كامل.

انتقال التنفيذيين والعائلات يتسارع

لفت التقرير إلى أن طلبات الانتقال لا تقتصر على الموظفين فقط، بل تشمل أيضًا كبار التنفيذيين وعائلاتهم، في وقت يتزايد فيه توجه العاملين للعمل من خارج إسرائيل، سواء بشكل مؤقت أو دائم.

رهانات طويلة الأجل رغم التحديات

ورغم هذه المؤشرات المقلقة، أوضح التقرير أن الشركات متعددة الجنسيات لا تزال تراهن على النظام التكنولوجي الإسرائيلي على المدى الطويل، حيث نجحت العديد منها في الحفاظ على مستوى نشاطها، بل وتوسيع عملياتها خلال فترة الحرب.

أضرار مباشرة على الأعمال بسبب الحرب

كشف التقرير أن 22 في المئة من الشركات أبلغت عن تضرر أعمالها نتيجة الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر 2023، ما يعكس التأثير المباشر للأوضاع الأمنية على الأداء الاقتصادي.

تحذير من تراجع الاستقرار التكنولوجي

وفي ختام التقرير، حذرت جمعية الصناعات التكنولوجية المتقدمة من أن غياب خطوات حكومية فعالة لضمان الاستقرار التنظيمي والجيوسياسي قد يؤدي إلى تراجع تدريجي في استقرار النظام التكنولوجي المحلي، مع ما يحمله ذلك من تداعيات سلبية على الاقتصاد الإسرائيلي ككل.