«المؤذن المؤتمن» برنامج جديد لتأهيل مؤذني الحرمين
في إطار تطوير منظومة الخدمات الدينية ورفع كفاءة القائمين عليها، دشّن رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، برنامج «المؤذن المؤتمن» في مركز أذان، ليشكّل خطوة منهجية تهدف إلى الارتقاء بالأذان بوصفه شعيرة شرعية تؤدى وفق معايير علمية ومهنية متكاملة.
من الأداء الصوتي إلى التمكين المعرفي
يرتكز البرنامج على نقل الأذان من كونه مجرد أداء صوتي إلى ممارسة مؤسسية قائمة على الفقه والانضباط والاحتراف، حيث يسعى إلى تمكين المؤذنين علمياً وسلوكياً، إلى جانب تحسين جودة الأداء الصوتي، بما يعكس المكانة الدينية للحرمين الشريفين.
منظومة تدريب بثلاثة أبعاد
يعتمد برنامج «المؤذن المؤتمن» على مسارات تدريبية متكاملة تبدأ بالمسار الشرعي، الذي يعنى بضبط الأحكام الفقهية والآداب المتعلقة بالأذان، مروراً بالمسار الصوتي الذي يركز على تحسين مخارج الحروف وجودة الأداء، وصولاً إلى المسار التطبيقي الذي يتيح للمؤذنين ممارسة عملية مباشرة تضمن ترسيخ المهارات المكتسبة.
تعزيز الانضباط والاحتراف الوظيفي
إلى جانب الجوانب الشرعية والفنية، يولي البرنامج اهتماماً خاصاً بتطوير مهارات الانضباط المؤسسي والسلوك الوظيفي، بما يسهم في تقديم خدمة دينية عالية الجودة، تعكس صورة مشرّفة للمسجد النبوي وتواكب تطلعات قاصديه من مختلف أنحاء العالم.
الأذان بين الإتقان والاعتدال
وخلال حفل التدشين، أكد الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أن العناية بالمؤذنين تُعد امتداداً للعناية بالمساجد، مشدداً على ضرورة الالتزام بالمنهج الوسطي المعتدل، وضبط الأداء بما يليق بعظمة شعيرة الأذان ومكانتها في الإسلام.
نموذج مؤذن يجمع بين العلم والصوت والسلوك
وتسعى رئاسة الشؤون الدينية من خلال برنامج «المؤذن المؤتمن» إلى ترسيخ نموذج مؤسسي للمؤذن، يجمع بين جودة الصوت، والتمكن الشرعي، والسلوك المهني المنضبط، بما يعزز مستوى الاحتراف في الخدمات الدينية المقدمة داخل المسجد النبوي.
