السبت 10 مايو 2025 04:19 صـ 12 ذو القعدة 1446 هـ
بوابة بالعربي
رئيس التحرير محمد رجب سلامة
×

موضوع خطبة الجمعة.. إنما أتخوف عليكم رجل آتاه الله القرآن فغير معناه

الجمعة 9 مايو 2025 08:47 صـ 11 ذو القعدة 1446 هـ
خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

ألقت وزارة الأوقاف اليوم الجمعة 9 مايو 2025 خطبة موحدة في جميع المساجد الكبرى والجامعة، بعنوان: "إِنَّمَا أَتَخَوَّفُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ القُرآنَ فَغَيَّرَ مَعْنَاهُ"، في إطار خطتها الدعوية لمواجهة الفكر المتطرف وتوعية المجتمع بخطورة تأويل النصوص الدينية خارج سياقها الشرعي والعلمي، كما تناولت الخطبة في جزئها الثاني ضوابط التعامل مع السائحين، مؤكدة على ضرورة الالتزام بالأخلاق الإسلامية في معاملة الزوار الأجانب والتأكيد على الصورة الحضارية لمصر.

وأوضحت الوزارة أن الهدف من الخطبة هو التأكيد على مكانة القرآن الكريم كمنهج حياة يهدي للتي هي أقوم، محذرة من محاولات بعض الأفراد والجماعات تأويل النصوص الدينية بطريقة مغلوطة تخرجها عن سياقها وتُسخرها في تبرير العنف والتحريض، وهو ما يمثل تشويهاً صريحاً لمقاصد الشريعة وروح الإسلام السمحة.

وسلطت الخطبة الضوء على ظاهرة التدين الشكلي والانتقائي الذي يتخذ من الآيات القرآنية ستاراً لترويج أفكار متطرفة، مشيرة إلى أن من أخطر ما يواجه الأمة هو من يزين للناس مظاهر الصلاح، بينما جوهر فهمه قائم على الغلو والانحراف في التأويل، الأمر الذي يؤدي إلى نشر الكراهية واستباحة الدماء تحت شعارات دينية زائفة. واستند الخطباء في بيان هذه المخاطر إلى حديث نبوي شريف ورد فيه: "إنما أتخوَّف عليكم رجلٌ قرأ القرآن حتى إذا رُئيت بهجته عليه وكان رِدءًا للإسلام غيّره إلى ما شاء الله، فانسلخ منه، ونبذه وراء ظهره، وسعى على جاره بالسيف، ورماه بالشرك."

وحذّرت الخطبة من نتائج هذه المفاهيم المنحرفة التي تنتج عنها أفكار متطرفة تسعى لتكفير المجتمعات وإحداث الفتن وتدمير الأوطان، مشددة على أن الإسلام بريء من هذه التصورات، وأن الفهم الصحيح للنصوص يستلزم أدوات علمية رصينة ومنهجًا وسطيًا مستنيرًا يراعي السياق والمقصد.

وفي الجزء الثاني من الخطبة، تناولت وزارة الأوقاف مسألة معاملة السائحين، مؤكدة على أن استقبال الزوار الأجانب داخل البلاد يجب أن يتم بما يليق بالقيم الإسلامية الرفيعة، من احترام للعهود، والتزام بحسن الخلق، وتجنب أي سلوكيات سلبية كالغش أو الاستغلال أو التحرش، مشيرة إلى أن السياحة تُعد فرصة حقيقية لإظهار سماحة الإسلام عمليًا، من خلال تصرفات المواطنين قبل أقوالهم.

ودعت الوزارة إلى احترام عقد الدخول الذي يحمله السائح باعتباره عهدًا شرعيًا، مستشهدة بقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، وقوله سبحانه: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ}. وشددت الخطبة على ضرورة أن يُقابل السائح بالأمان والترحاب والاحترام، باعتباره ضيفًا يجب أن يُكرم، وأداة لتعريف الشعوب الأخرى بحقيقة الإسلام في صورته الحضارية.

واختتمت الخطبة بالدعوة إلى الالتزام بمنهج الأزهر الشريف في الوسطية والاعتدال، والاعتماد على الفهم الصحيح للدين عبر العلماء المؤهلين، بعيدًا عن محاولات التحريف والتشدد والتأويل الفاسد، مؤكدة أن مصر، بقيادة مؤسساتها الدينية الرسمية، تواصل جهودها في حماية الخطاب الديني من العبث، وتحصين المجتمع ضد أي انحرافات فكرية تهدد أمنه واستقراره.