الأحد 15 يونيو 2025 11:35 صـ 18 ذو الحجة 1446 هـ
بوابة بالعربي
رئيس التحرير محمد رجب سلامة
×

بعد COP27.. مصر تؤكد ريادتها المناخية وتتأهل لبرنامج عالمي لدعم صناعاتها الخضراء بمليار دولار

السبت 14 يونيو 2025 03:33 مـ 17 ذو الحجة 1446 هـ
رانيا المشاط
رانيا المشاط

أعلنت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، عن اختيار مصر ضمن سبع دول (7) فقط من بين ست وعشرين دولة (26) تقدمت للاستفادة من برنامج خفض الانبعاثات في القطاع الصناعي، التابع لصندوق الاستثمار المناخي (CIF). يُعد هذا البرنامج أول مبادرة تمويل ميسر عالمية مخصصة لخفض الانبعاثات الضارة في القطاع الصناعي بالدول النامية، ويبلغ إجمالي قيمته مليار دولار أمريكي.

ثقة دولية في الاستراتيجية المصرية للتحول الأخضر
أوضحت الدكتورة رانيا المشاط أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، اضطلعت بدورها في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع المؤسسات الدولية وشركاء التنمية. فقد تقدمت الوزارة بملف مصر بالتعاون مع جهات دولية كبرى مثل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والبنك الدولي، ومؤسسة التمويل الدولية، والبنك الأفريقي للتنمية، من أجل الاستفادة من البرنامج.

وأشارت الوزيرة إلى أن هذا الاختيار جاء استنادًا إلى الرؤية الطموحة التي تمتلكها مصر للتحول نحو الاقتصاد الأخضر وخفض الانبعاثات، بالإضافة إلى القدرات المؤسسية القوية، والمشاركة الفعالة للقطاع الخاص المحلي والأجنبي، خاصة من خلال التمويلات التنموية.

وأضافت أن اختيار مصر ضمن سبع دول يؤكد ثقة المجتمع الدولي في الاستراتيجيات الوطنية والجهود المبذولة لتعزيز العمل المناخي. كما أن هذا الاختيار يُعد خطوة هامة نحو تعزيز تنافسية الاقتصاد المصري وجذب المزيد من الاستثمارات المناخية. مشيرة إلى أن الدولة المصرية تعمل على تكامل السياسات الوطنية وأهداف التنمية مع الأهداف المناخية، وتستهدف المضي قدمًا في تنفيذ السياسات المحفزة للتحول الأخضر بالتعاون مع المؤسسات الدولية.

"نُوفّي" يعزز مكانة مصر في العمل المناخي
ذكرت الوزيرة أن مصر عززت جهودها في مجال العمل المناخي، خاصة منذ استضافة مؤتمر المناخ COP27 في نوفمبر 2022. حيث أطلقت المنصة الوطنية لبرنامج «نُوفّي»، التي تُعد منصة رائدة وحظيت بدعم دولي غير مسبوق وإشادات متتالية نظرًا لدورها في تشجيع الاستثمارات المناخية من خلال الشراكة بين الحكومة، والمؤسسات الدولية، والقطاع الخاص.

اختيار يعزز الازدهار والوظائف الخضراء
ذكر صندوق الاستثمار في المناخ (CIF) أنه تم اختيار الدول السبع (مصر، البرازيل، المكسيك، ناميبيا، جنوب أفريقيا، تركيا، وأوزبكستان) استنادًا إلى تقييم من فريق خبراء مستقل. وأوضح الصندوق أن البرنامج يهدف إلى دعم التحول الصناعي منخفض الانبعاثات وخلق فرص عمل خضراء، بما يعزز من القدرة التنافسية الاقتصادية طويلة الأجل للدول المشاركة، ويؤهلها للاستفادة من السوق العالمي للسلع الصديقة للبيئة، والمتوقع أن تصل قيمته إلى 2 تريليون دولار بحلول عام 2030.

يُعد هذا البرنامج جزءًا من صندوق التكنولوجيا النظيفة (CTF) التابع لصندوق المناخ الاستثماري، والذي تبلغ قيمته الإجمالية 9 مليارات دولار. ويعتمد على آلية أسواق رأس المال الخاصة بالصندوق، التي تُعد الأولى من نوعها في تعبئة رأس المال الخاص لدعم أولويات التنمية المستدامة والشاملة والمرنة للدول.

ومن جانبها، أوضحت السيدة تارييه جباديجيسين، الرئيسة التنفيذية لصندوق الاستثمار في المناخ (CIF)، أن "المنافسة العالمية لإزالة الكربون من القطاع الصناعي قد بدأت، والأسواق الناشئة في الصدارة. إزالة الكربون من الصناعة لا تتعلق فقط بخفض الانبعاثات، بل تتعلق أيضًا بتأمين الازدهار طويل الأمد وفرص العمل المستقبلية. كما أنها ضرورية لإنتاج المدخلات الصناعية منخفضة الكربون التي يحتاجها العالم بشكل عاجل لتوسيع قدرات الطاقة المتجددة ودفع عجلة الاقتصاد العالمي".

شراكات دولية وتمويل ميسر لمشروعات التحول الأخضر
جدير بالذكر أنه خلال نوفمبر 2022، ضمن فعاليات مؤتمر المناخ بشرم الشيخ، أعلنت الدكتورة رانيا المشاط عن فوز الملف المصري بالمرتبة الأولى على مستوى دول منطقة شمال أفريقيا وقارة أوروبا، في مبادرة صندوق الاستثمار في المناخ CIF حول استثمارات الطبيعة والناس والمناخ. يقدم الصندوق من خلال هذه المبادرة دعمًا بقيمة 500 مليون دولار لتنفيذ مشروعات في الدول النامية الأعضاء. وتجري حاليًا مباحثات على المستوى الفني بين الوزارة والجهات المعنية وصندوق الاستثمار في المناخ، للاستفادة من المبادرة من خلال تمويل عدد من المشروعات ضمن برنامج «نُوفّي»، في مجالات الزراعة الذكية مناخيًا، الأعمال الزراعية والتمويل الزراعي، النظم البيئية للمناطق الساحلية، وتحفيز مشاركة القطاع الخاص كمحور مشترك.

ومن المقرر أن تتعاون الدول السبع التي تم اختيارها مع بنوك التنمية الشريكة وشركاء من القطاع الخاص لتطوير خطط استثمارية تُعرض على مجلس إدارة الصندوق لاعتمادها. وستتيح هذه الخطط للدول الوصول إلى تمويل ميسر للغاية لتوسيع نطاق تطبيق التكنولوجيا النظيفة، مثل الهيدروجين الأخضر، والصناعات منخفضة الكربون، لتحقيق التحول في مجال الطاقة عالميًا.

يُمكن البرنامج الدول النامية من الوصول إلى التمويلات الميسرة، وجذب الاستثمارات لمشروعات التحول المناخي، فضلاً عن توفير فرص العمل الخضراء. ويُعد هذا البرنامج جزءًا من صندوق التكنولوجيا النظيفة (CTF) التابع لصندوق الاستثمار في المناخ (CIF)، والذي تبلغ قيمته الإجمالية 9 مليارات دولار، ويعتمد على آلية أسواق رأس المال الخاصة بالصندوق، التي تُعد الأولى من نوعها في تعبئة رأس المال الخاص لدعم أولويات التنمية المستدامة والشاملة والمرنة للدول. ويُذكر أن كل دولار يتم استثماره من صندوق التكنولوجيا النظيفة يولد مقابله 12 دولارًا في صورة تمويل إضافي، مما يؤكد على الأثر المضاعف لهذه الاستثمارات.

موضوعات متعلقة