الجمعة 4 يوليو 2025 09:15 مـ 8 محرّم 1447 هـ
بوابة بالعربي
رئيس التحرير محمد رجب سلامة
×

مرصد الأزهر: تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا بعد حادثة تهديد امرأة مسلمة في بريمن الألمانية

الجمعة 4 يوليو 2025 11:43 صـ 8 محرّم 1447 هـ
مرصد الأزهر
مرصد الأزهر

أدان مرصد الأزهر الشريف بأشد العبارات حادثة تهديد امرأة مسلمة تبلغ من العمر 31 عامًا وابنتها الرضيعة بالقتل في مدينة بريمن الألمانية، والتي وقعت مساء الاثنين 30 يونيو 2025، مؤكدًا أن هذه الجريمة العنصرية ليست مجرد اعتداء فردي، بل مؤشر خطير على تصاعد موجة الإسلاموفوبيا واستهداف الحريات الدينية في أوروبا بشكل عام، وفي ألمانيا بشكل خاص.

وجاء في بيان صادر عن المرصد أن مثل هذه الحوادث تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان وحرية المعتقد التي تعد جزءًا لا يتجزأ من القيم الإنسانية العالمية. وأكد المرصد أن التصدي لهذه الممارسات العنصرية يشكل مسؤولية جماعية تقع على عاتق المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني ووسائل الإعلام، مشددًا على ضرورة توثيق هذه الجرائم بدقة، وتوفير الحماية القانونية والمعنوية للمتضررين، إلى جانب اتخاذ إجراءات رادعة وحازمة ضد مرتكبيها.

وفي تفاصيل الحادثة، أوضحت الشرطة الألمانية أن رجلاً مجهول الهوية، يبلغ من العمر بين 55 و60 عامًا، اعترض طريق المرأة المسلمة عند محطة الترام في مدينة بريمن، مطالبًا إياها بخلع حجابها بحجة أنه “لا يعجبه”، وهددها بالقتل إذا لم تستجب لمطالبه. وعندما حاولت المرأة توثيق الواقعة بتصوير المعتدي بهاتفها المحمول، تصاعدت التهديدات إلى حد التهديد بقتل رضيعتها التي لم تكمل عامها الأول، ما أثار حالة من الخوف والذعر.

وأضافت الشرطة أنها سارعت إلى بدء التحقيقات في الحادث، وطلبت من أي شهود عيان تواجدوا في موقع الحادث خلال وقوعه تقديم شهاداتهم، بهدف التعرف على الجاني ومحاسبته قانونيًا، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد السلم الاجتماعي وتخالف قيم التسامح والاحترام بين مختلف مكونات المجتمع.

يأتي هذا الحادث في ظل تصاعد ملحوظ لحوادث العنف والتمييز التي تستهدف المسلمين في عدة دول أوروبية، ما يسلط الضوء على ضرورة تكاتف الجهود الدولية والمحلية لمواجهة خطابات الكراهية والعنصرية، وتعزيز ثقافة التسامح وقبول الآخر، إلى جانب ضمان حقوق الأقليات الدينية والقومية في إطار احترام سيادة القانون والمواثيق الدولية.

ويؤكد مرصد الأزهر الشريف أن حماية الحريات الدينية واجب إنساني وأخلاقي لا ينبغي المساس به، وأن أي اعتداء أو تهديد يمس حرية المعتقد يعد انتهاكًا خطيرًا يستوجب اتخاذ أقصى الإجراءات القانونية والإنسانية، مع الدعوة إلى تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان كوسيلة فعالة لتحقيق التعايش السلمي في المجتمعات المتعددة الثقافات.