الإثنين 14 يوليو 2025 02:28 صـ 17 محرّم 1447 هـ
بوابة بالعربي
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

افتتاح المجمع التدريبي بمحطة الضبعة النووية لتأهيل 20 ألف فني مصري وتنفيذ أعلى معايير الجودة

الأحد 13 يوليو 2025 11:27 صـ 17 محرّم 1447 هـ
جانب من الافتتاح
جانب من الافتتاح

في خطوة استراتيجية نحو دعم المشروع القومي للطاقة النووية، قام الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، بجولة تفقدية في موقع إنشاء محطة الضبعة النووية، برفقة أليكسي ليخاتشوف، المدير العام لمؤسسة "روساتوم" الروسية، وذلك لمتابعة تطورات سير الأعمال، والمشاركة في تدشين المجمع التدريبي والإنتاجي المتخصص في تأهيل الكوادر البشرية العاملة بالمشروع.

شهد مراسم الافتتاح عدد من الشخصيات الحكومية والقيادات التنفيذية، على رأسهم الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والدكتور شريف حلمي، رئيس هيئة المحطات النووية، وأندريه بيتروف، النائب الأول للمدير العام لشؤون الطاقة النووية في "روساتوم" ورئيس شركة "أتوم ستروي إكسبورت" الذراع الهندسية للمؤسسة.

يمتد المجمع الجديد على مساحة تتجاوز 5 آلاف متر مربع، ويضم ورشة إنتاج متقدمة ومحاكيات بالحجم الكامل ونماذج فعلية من المعدات الكهروميكانيكية المستخدمة في المحطات النووية، بالإضافة إلى قاعات متطورة للتدريب النظري والتعليم الإلكتروني. وقد تم تصميم منظومة العمل بالمجمع وفقًا للمعايير الروسية الرائدة، مع توافق كامل مع المتطلبات الفنية المصرية.

ويعد هذا المجمع الأول من نوعه في إطار المشروع، حيث يوفر برنامجًا تدريبيًا موحدًا يضمن تأهيل شامل للفنيين المصريين المشاركين في جميع مراحل تنفيذ محطة الضبعة. ومن المتوقع أن يسهم المجمع في تدريب ما يقرب من 20 ألف عامل خلال مراحل الإنشاء المختلفة، بما يشمل أعمال البناء، تركيب المعدات، والتشغيل التجريبي، كما سيشكل مركزًا معتمدًا لتقييم واعتماد الكفاءات الجديدة قبل التحاقها بالموقع الفعلي للعمل.

وأكد وزير الكهرباء أن مشروع محطة الضبعة يمثل ركيزة أساسية في استراتيجية الدولة لضمان أمن الطاقة، وتطوير بنية تحتية تكنولوجية متقدمة، موضحًا أن المجمع التدريبي يشكل محورًا رئيسيًا لضمان الجودة والانضباط في تنفيذ وتشغيل المشروع وفقًا لأعلى المعايير الدولية.

وأضاف عصمت أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بتوطين الخبرات التكنولوجية الحديثة في مجال الطاقة النووية من خلال الشراكات الدولية، وعلى رأسها التعاون مع الجانب الروسي، الذي يمثل نموذجًا ناجحًا لنقل المعرفة الفنية إلى الكوادر المصرية.

من جانبه، شدد أليكسي ليخاتشوف، المدير العام لـ "روساتوم"، على أن إعداد الكوادر البشرية المؤهلة هو عامل حاسم في ضمان التشغيل الآمن والفعّال لأي منشأة نووية. وأكد أن التعاون الوثيق مع مصر في هذا الجانب يعد جزءًا أساسيًا من الشراكة بين الجانبين، مشيرًا إلى أهمية المجمع الجديد في دعم جاهزية الفرق الفنية المصرية على المدى الطويل.

كما شملت الزيارة تفقد سير الأعمال في الموقع الإنشائي، حيث تتقدم الأعمال في الوحدات الأربع للمحطة النووية بشكل متسارع. وتشمل الأعمال الجارية في الوحدة الأولى بناء الجزيرة النووية ومبنى التوربينات، مع التخطيط للانتهاء من تركيب وعاء المفاعل بحلول نهاية عام 2025. وفي الوحدة الثانية، تتواصل أعمال تسليح المستوى الثالث من وعاء الاحتواء الداخلي، في حين تُنفذ أعمال صب الخرسانة للمباني الرئيسية في الوحدتين الثالثة والرابعة.

يعمل حاليًا أكثر من 24 ألف شخص في المشروع، يمثل المصريون الغالبية العظمى منهم، وهو ما يعكس عمق المساهمة الوطنية في تنفيذ هذا المشروع الاستراتيجي. كما زار الوفد مجموعة من المرافق الخدمية والاجتماعية المخصصة للعاملين بالموقع، والتي تشمل المجمع الخدمي، مركز الرعاية الطبية، المتاجر، الملاعب، والمركز الرياضي، بالإضافة إلى مركز "أرض الطفولة" المخصص لرعاية الأطفال.

وتؤكد هذه الخطوة التزام الدولة المصرية ببناء قدرات بشرية قادرة على تشغيل محطة الضبعة النووية بكفاءة، وذلك في إطار سعيها لتأمين مصادر طاقة مستدامة وآمنة تواكب متطلبات التنمية الشاملة خلال العقود القادمة.