معيط: القطاع المصرفي العربي مطالب بالحفاظ على صموده في ظل الأوضاع الجيوسياسية المضطربة
أكد الدكتور محمد معيط، المدير التنفيذي وممثل المجموعة العربية والمالديف بصندوق النقد الدولي، أهمية استمرار القطاع المصرفي العربي في الحفاظ على قدرته على المقاومة والصمود في مواجهة الأوضاع الجيوسياسية المعقدة التي يشهدها العالم حاليًا، مشددًا على أن المرحلة تتطلب سياسات مرنة واستعدادًا دائمًا لمواجهة أزمات لم تتضح ملامحها بعد.
جاء ذلك في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أدلى بها الدكتور معيط من العاصمة الفرنسية باريس، على هامش مشاركته في القمة المصرفية العربية الدولية لعام 2025، التي انعقدت أمس الجمعة تحت رعاية الرئيس الفرنسي، وبمشاركة رفيعة من قيادات مصرفية ومالية عربية وأوروبية.
وأوضح معيط أن القمة تأتي في وقت بالغ الصعوبة، إذ يشهد العالم والمنطقة العربية ظروفًا سياسية وأمنية واقتصادية شديدة التعقيد، مضيفًا: "لا أحد يمكنه التنبؤ الكامل بتداعيات هذه الأوضاع، فهي لن تقتصر على الجانب السياسي أو العسكري فقط، بل ستمتد لتؤثر بعمق على المشهد الاقتصادي".
وأشار إلى أن القطاع المصرفي، كونه العمود الفقري للاقتصاد، بات مطالبًا بصياغة سياسات قادرة على مواجهة الصدمات الراهنة والمستقبلية، في ظل حالة من عدم اليقين العالمي وتقلبات الأسواق، مؤكدًا ضرورة تعزيز القدرة على التكيف والاستجابة السريعة للأزمات.
التعاون الإقليمي بدلًا من الاعتماد المطلق على المؤسسات الدولية
وفي هذا السياق، دعا الدكتور معيط إلى تعزيز التعاون الإقليمي بين الدول العربية، موضحًا أن الاتجاه العالمي يشير إلى أن الحلول المستقبلية قد لا تأتي بالضرورة من المؤسسات الدولية كصندوق النقد أو البنك الدولي، بل من خلال بناء مؤسسات إقليمية قوية قادرة على حماية اقتصاداتها وتعزيز صمودها من الداخل.
وشدد على أهمية استمرار عقد المؤتمرات والنقاشات مثل القمة المصرفية العربية الدولية، كونها تمثل مساحة لتبادل الخبرات وابتكار حلول واقعية تتماشى مع متطلبات المرحلة، مضيفًا أن "تبادل المعرفة بين المصرفيين والخبراء من مختلف الدول يساعد على بلورة رؤية مشتركة لمواجهة التحديات المصرفية والاقتصادية".
كلمة معيط أمام القمة: لا بديل عن الصمود الاقتصادي والإصلاح الهيكلي
وخلال كلمته في القمة، أكد معيط أن "الصمود الاقتصادي لم يعد خيارًا، بل ضرورة لا غنى عنها"، داعيًا إلى إجراء إصلاحات هيكلية شاملة، إلى جانب الاستثمار في رأس المال البشري وتطوير البنية التحتية، ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة كإحدى الركائز المهمة للنمو المستدام.
كما شدد على ضرورة تعزيز الشراكة بين العالم العربي وأوروبا، من خلال سياسات مالية مرنة، وتكامل الموارد، وتوسيع نطاق تبادل الخبرات، بما يسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي والتنمية المتوازنة.
انعقاد القمة تحت شعار "الصمود الاقتصادي في ظل التغيرات الجيوسياسية"
انعقدت القمة المصرفية العربية الدولية 2025 في العاصمة الفرنسية باريس تحت عنوان: "الصمود الاقتصادي في ظل التغيرات الجيوسياسية"، بمشاركة واسعة من شخصيات مصرفية ودبلوماسية من الجانبين العربي والأوروبي، بينهم سفراء عرب معتمدون لدى فرنسا، من ضمنهم السفير علاء يوسف سفير مصر في باريس.
ونظم القمة اتحاد المصارف العربية بالتعاون مع الفيدرالية المصرفية الأوروبية، والفيدرالية المصرفية الفرنسية، واتحاد المصارف الفرانكفونية، والغرفة التجارية العربية الفرنسية، والاتحاد المصرفي الدولي.
وتهدف القمة إلى تعزيز الحوار العربي الأوروبي حول التحديات الاقتصادية المشتركة، واستكشاف سبل تسريع النمو من خلال دعم الاستثمارات والتجارة والابتكار، إلى جانب تحليل أثر التوترات الجيوسياسية على الأنظمة المالية، وسبل تعزيز التعاون المصرفي والمالي بين المنطقتين.
