الإثنين 8 سبتمبر 2025 05:47 صـ 15 ربيع أول 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

باع كليته بسبب الإدمان.. «بوجي» مأساة شاب عاد من الموت بعد 15 عامًا في الظلام

الأحد 7 سبتمبر 2025 11:55 صـ 14 ربيع أول 1447 هـ
محمد مسعود الشهير ببوجي
محمد مسعود الشهير ببوجي

15 عامًا في جحيم الإدمان، كانت كافية لتهدر شباب "محمد مسعود رزق" المعروف بلقب "بوجي"، وتدفعه نحو قرار مروع ببيع كليته مقابل 100 ألف جنيه، في لحظة يأس عميقة، كادت أن تنهي حياته بالكامل.

تلك كانت تفاصيل قصة مأساوية رواها بنفسه خلال ظهوره الأخير مع البلوجر كريم السيد، ضمن سلسلة شهادات حقيقية عن ضحايا الإدمان في مصر.

بدأت رحلة بوجي مع المخدرات في سن السادسة عشرة، حين انزلق من أول وظيفة له إلى عالم الضياع، متأثرًا برفاق السوء وضعف الرقابة الأسرية، ليعيش سنوات طويلة من الألم والعزلة، فقد خلالها صحته، وعلاقاته، وكرامته.

وفي حواره، قال بوجي بمرارة:"أنا محمد مسعود.. معنديش 32 سنة، أنا عندي سنتين، لسه مولود من سنتين"، في إشارة إلى أن ميلاده الحقيقي بدأ بعد تعافيه من الإدمان.

باع كليته من أجل حب كاذب

وفي لحظة ضعف شديدة، وتحت ضغط من فتاة كان ينوي الزواج منها، قرر بوجي بيع كليته لتوفير نفقات الارتباط، استجابة لإلحاحها المستمر بأن هذا هو الحل الوحيد. بالفعل، أجرى العملية في مستشفى غير معترف بها، خرج منها محطمًا نفسيًا وجسديًا، ليكتشف أن كل شيء كان خدعة، وأن من أحبها تخلّت عنه بمجرد انتهاء الصفقة.

وأكد بوجي:"كانت أسوأ لحظة في حياتي.. مش عشان بس فقدت جزء من جسمي، لكن عشان فقدت إحساسي بقيمتي كإنسان".

مأساة جديدة تدفعه للتوبة

الألم لم يتوقف عند فقدان كليته، بل تصاعدت المأساة حين تلقى ضربة قاسية بوفاة شقيقه نتيجة جرعة زائدة من المخدرات، لتنهار والدته من شدة الحزن، وتدخل العائلة في نفق مظلم من الألم والخسارة.

ويؤكد بوجي أن وفاة شقيقه كانت نقطة تحول في حياته، دفعت به إلى التفكير الجاد في التوقف، والانخراط في رحلة علاج طويلة انتهت بتعافي حقيقي، تخلله دعم من الأسرة ومؤسسات التعافي، ليُولد من جديد، بعد أن ظن الجميع أنه انتهى.

"نفسي ربنا يعوضني عن اللي راح"

اليوم، وبعد مرور عامين على التعافي، يعيش بوجي حياة جديدة، خالية من السموم والندم، ويطمح إلى تعويض ما فاته.

يقول:"الحمد لله دلوقتي أمي وأبويا واخواتي بقوا يتشرفوا بيا من جديد، بعد ما كانوا بيتمنوا موتي من كتر العذاب اللي كنت فيه".

يرى بوجي أن رسالته الآن هي التحذير من بداية الطريق، وأن كل من يظن أن المخدرات مَهرب أو تجربة عابرة، لا يدرك أنها في الحقيقة بداية النهاية.