أزمة التعليم في غزة.. تأجيل امتحان الثانوية العامة بسبب خلل فني مفاجئ
أعلنت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، مساء اليوم الاثنين، أنه بسبب وجود إشكالية فنية في برمجية عقد امتحان الثانوية العامة لطلبة قطاع غزة، فقد تقرر تأجيل الامتحان كاملا إلى حين حل الإشكالية، والتحقق من جاهزية البرمجية، آملة من الطلبة وذويهم تفهم أسباب التأجيل.
وأكدت وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية أنها ستعلن عن البرنامج الجديد للامتحان فور استكمال العمل الجاري لمعالجة الخلل الطارئ، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".
أزمة تعليمية في غزة
تشهد غزة أزمة تعليمية حادة تعكس التداعيات المستمرة للصراع المستمر والحصار المفروض على القطاع منذ سنوات، فالبنية التحتية للمدارس في غزة تعاني من أضرار كبيرة، حيث دُمّرت العديد من المدارس أو تضررت بشكل جزئي خلال المواجهات العسكرية المتكررة، ما أدى إلى اكتظاظ الفصول الدراسية، حيث يدرس أحيانًا أكثر من 50 طالبًا في غرفة واحدة.
ويواجه القطاع التعليمي نقصًا حادًا في الموارد الأساسية، بما في ذلك الكتب الدراسية، واللوازم المدرسية، والمختبرات العلمية، والوسائل التعليمية الحديثة، ما يحد من قدرة المدارس على تقديم تعليم نوعي ومتكامل. ويعاني المعلمون من ضغوط نفسية ومهنية شديدة، إذ يضطرون للعمل في بيئات غير آمنة وبرواتب منخفضة، بينما يحاولون الحفاظ على استمرارية العملية التعليمية تحت ظروف صعبة.
كما تتأثر العملية التعليمية بالأزمات الإنسانية المتلاحقة، بما في ذلك انقطاع الكهرباء وندرة المياه الصالحة للشرب، ما يجعل من الصعب تشغيل أجهزة الكمبيوتر والمختبرات أو الحفاظ على بيئة مدرسية صحية وآمنة.
الأطفال في غزة
ويتعرض الأطفال في غزة أيضًا لتأثيرات نفسية من الصدمات الناتجة عن العنف والنزوح، ما يزيد من صعوبة التركيز والتحصيل الدراسي.
بالإضافة إلى ذلك، تواجه الجامعات والمعاهد العليا تحديات في تقديم برامج تعليمية متطورة، نظرًا لنقص المعدات الحديثة، وصعوبة وصول الباحثين إلى المصادر العلمية، وقيود السفر، ما يحرم الطلاب من فرص التعلم والتطوير المهني.
وتدعو منظمات حقوق الإنسان والهيئات الدولية إلى ضرورة دعم التعليم في غزة من خلال توفير تمويل عاجل لإصلاح المدارس، وتوزيع الكتب والمعدات، ودعم برامج تدريب المعلمين، وتقديم الدعم النفسي للطلاب، لضمان استمرارية التعليم كحق أساسي للأطفال، وتمكين الجيل القادم من تجاوز تداعيات الأزمة وتحقيق مستقبل أفضل.


