الأحد 14 ديسمبر 2025 07:32 صـ 23 جمادى آخر 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

بتكوين تهبط 30% عن ذروتها والعملات المشفرة تحت الضغط

السبت 13 ديسمبر 2025 09:43 صـ 22 جمادى آخر 1447 هـ
بتكوين
بتكوين

يواصل سعر بتكوين التراجع باتجاه الحد الأدنى من نطاق تداوله الأخير، في ظل ضغوط بيع مستمرة، حيث يقابل أي صعود محدود موجة تخارج من مستثمرين اشتروا أكبر عملة مشفرة قرب أعلى مستوى قياسي سجلته في أوائل أكتوبر الماضي.

وأفادت شركة تحليلات العملات المشفرة غلاس نود بأن مجموعة من المؤشرات تعكس دخول السوق ما وصفته بمرحلة هبوطية خفيفة، تتسم بتدفقات رأسمالية محدودة تقابلها ضغوط بيع مستمرة من كبار حائزي بتكوين. وأوضحت أن بقاء الأسعار ضمن نطاق ضعيف ومحدود يجعل عامل الوقت نفسه مؤثرا سلبيا، مع تراكم الخسائر الدفترية غير المحققة.

وارتفعت الخسائر الدفترية النسبية إلى 4.4 في المئة، وهو أعلى مستوى في نحو عامين، بعد أن ظلت خلال معظم تلك الفترة دون 2 في المئة، في دلالة على انتقال السوق من حالة التفاؤل المفرط إلى مستويات مرتفعة من التوتر وعدم اليقين.

من جانبه، قال أليكس كوبتسيكيفيتش من شركة إف إكس برو إن سوق العملات المشفرة دخلت بالفعل مرحلة هبوطية، مشيرا إلى أن أي محاولة تعاف محتملة قد تواجه بائعين جددا، ما يحد من قدرة الأسعار على الارتداد المستدام.

تراجع سعر بتكوين بشكل ملحوظ، إذ هبط بما يصل إلى 3.6 في المئة ليصل إلى 89502 دولار خلال تعاملات نيويورك أمس، متجها لإنهاء الأسبوع دون تغيرات كبيرة. وكانت العملة قد فقدت نحو 30 في المئة من قيمتها منذ بلوغها مستوى قياسيا قرب 126 ألف دولار في السادس من أكتوبر الماضي.

وجاء هذا التراجع بالتوازي مع هبوط أصول المخاطر الأخرى خلال الأسابيع الماضية، غير أن بتكوين فشلت في الاستفادة من موجات التعافي التي شهدتها بعض تلك الأصول، ما أدى إلى كسر ارتباطها الإيجابي المعتاد معها. ويرى محللون أن هذا الأداء يعكس شح السيولة وتراجع شهية المخاطرة، حتى بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة، الذي لم ينجح في إعادة الزخم إلى الأصول الرقمية.

وأشارت غلاس نود أيضا إلى أن التقلبات الضمنية بدأت في الانحسار، وهي ظاهرة غالبا ما تستمر بعد آخر حدث اقتصادي كلي رئيسي في العام، والمتمثل في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في ديسمبر. وفي حال عدم حدوث مفاجآت تتعلق بتشديد السياسة النقدية، تتوقع الشركة عودة بائعي غاما إلى السوق، ما قد يسرع تراجع التقلبات مع اقتراب نهاية العام ويدفع السوق إلى بيئة منخفضة السيولة تميل إلى الارتداد نحو المتوسطات السعرية.

ويقصد ببائعي غاما عادة صناع السوق أو المستثمرين المؤسسيين الذين يبيعون عقود الخيارات ويستفيدون من استقرار الأسعار، بينما يواجهون مخاطر أعلى في حال حدوث تحركات حادة في الأسعار.

وفي السياق ذاته، قال ميتش غالر، المتداول في شركة جي إس آر، إن العوامل الاقتصادية الكلية باتت تلعب دورا متزايدا في تحديد اتجاه أسعار العملات المشفرة، مشيرا إلى أن تدفقات التداول كان لها تأثير مبالغ فيه خلال الأشهر الأخيرة، وهي سمة شائعة في الأسواق الهابطة. وأرجع ذلك إلى حالة عدم اليقين المرتبطة بالسياسات النقدية، إلى جانب التوترات الجيوسياسية.

ورغم توقعه استمرار التقلبات على المدى القصير، يرى غالر أن هناك فرصة لتعاف محدود في نهاية العام، خاصة مع وصول ثقة المستثمرين إلى مستويات سلبية للغاية، في وقت لم تعد تشهد فيه الأسواق موجات هبوط حادة ومتسارعة.

في المقابل، حذر تيموثي ميسير، رئيس الأبحاث في شركة بي آر إن لتحليلات الأصول الرقمية، من أن استقرار السوق الحالي يقوم على أساس هش، في ظل ضعف السيولة وتباين تدفقات الصناديق المتداولة في البورصة، معتبرا أن سوق العملات المشفرة تمر بمرحلة بحث عن اتجاه واضح أكثر من التزامها بمسار محدد.