• الرئيسية
• حياة ومجتمع

في ندوة أقيمت اليوم ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، أعرب الفنان محمود حميدة عن رفضه الشديد لفكرة تلوين أفلام الأبيض والأسود، واصفًا هذه الممارسة بأنها "مذبحة فنية" تُفقد الأعمال التراثية جمالها الأصلي وتطمس عناصرها التقنية والفنية الجوهرية.

جاءت تصريحات حميدة خلال مشاركته في ندوة بعنوان "رقمنة التراث وأرشفة التاريخ السينمائي"، التي أقيمت في المتحف اليوناني الروماني، تحت رعاية هيئة تنشيط السياحة، وبحضور نخبة من الفنانين والخبراء المعنيين بصون التراث السينمائي. وشارك في الندوة إلى جانب حميدة كل من الفنانة بشرى، وخالد حميدة الرئيس التنفيذي لشركة "ديجيتايزد"، وحازم عطار مؤسس مبادرة "تراثنا وأجيالنا".

وأكد النجم محمود حميدة خلال الندوة أن تلوين الأفلام القديمة يتسبب في ضياع الإضاءة الأصلية للكادر السينمائي، ويُضيف تقنيات حديثة تُغير من البنية الفنية للعمل، مضيفًا: "عندما تم تلوين النيجاتيف الأبيض والأسود، فقدنا أصل الأعمال الفنية، ولهذا السبب أطلقنا على هذه المرحلة اسم مذبحة الأفلام."

وتطرق حميدة إلى تاريخ تطور السينما، مشيرًا إلى أنها بدأت صامتة ثم أُضيف إليها الصوت عام 1932، وتوالت بعد ذلك مراحل التطوير، بما في ذلك إدخال الألوان بعد الاعتماد على الأبيض والأسود الذي كان يُبنى على الضوء والظل بشكل رئيسي.

وفي سياق حديثه عن التكنولوجيا الحديثة، شدد حميدة على أهمية التكيّف مع أدوات العصر لحماية التراث السينمائي، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا من عملية الحفظ والأرشفة. وقال: "الإنسان الذي يقبل التطور يعمل، والذي لا يقبل التطور يُدفن."

تأتي هذه الندوة في إطار برنامج مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، الذي يستمر حتى الثاني من مايو، ويتضمن عروضًا لأفلام محلية ودولية، إلى جانب ندوات وورش عمل تهدف إلى دعم صُنّاع السينما الشباب وتعزيز الحوار حول قضايا الفن والتراث.

يُذكر أن المهرجان تنظمه جمعية دائرة الفن، ويُقام برعاية وزارة الثقافة، وهيئة تنشيط السياحة، وعدد من الكيانات الفنية والإعلامية، منها "ريد ستار"، و"بيست ميديا"، و"لاجوني"، و"أوسكار"، و"ديجيتايزد"، و"نيو سينشري"، إلى جانب شركة "باشون للإنتاج الفني" ومحافظة الإسكندرية.