الأحد 7 سبتمبر 2025 07:40 مـ 14 ربيع أول 1447 هـ
بوابة بالعربي الإخبارية
المحرر العام محمد رجب سلامة
×

خسوف القمر.. هل هو من علامات الساعة؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل

الأحد 7 سبتمبر 2025 12:55 مـ 14 ربيع أول 1447 هـ
صلاة الخسوف
صلاة الخسوف

يتجدد مع كل ظاهرة خسوف أو كسوف سؤال يتردد بين كثير من الناس: هل هذه الظواهر الكونية تُعد من علامات يوم القيامة؟ وما هو الموقف الشرعي منها؟ وهل تكرار خسوف القمر دلالة على اقتراب الساعة؟

هذه التساؤلات تعود إلى الواجهة مع الإعلان عن خسوف كلي للقمر مساء الأحد، الأمر الذي دفع العديد إلى الربط بين هذه الظاهرة الفلكية وبين أشراط الساعة، استنادًا إلى أحاديث نبوية يتم تداولها على نطاق واسع.

وفي هذا السياق، تؤكد المصادر الشرعية والعلمية أن خسوف القمر ليس من علامات الساعة الكبرى ولا الصغرى، وإنما هو ظاهرة فلكية من آيات الله الكونية التي تدعو الإنسان للتفكر والرجوع إلى خالقه.

الخسوف ليس من العلامات العشر ليوم القيامة

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الخسوف والكسوف هما آيتان من آيات الله في الكون، ولا ينبغي ربط وقوعهما بوفاة أحد أو حدوث مكروه معين. كما لا يصح القول بأن الخسوف علامة على قرب قيام الساعة.

وتستند الفتوى إلى ما ورد في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: "إن الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف في جزيرة العرب، والدخان، والدجال، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها، ونزول عيسى بن مريم، ويأجوج ومأجوج، ونار تخرج من قعر عدن تطرد الناس إلى محشرهم".

وتؤكد الروايات الصحيحة أن الخسوفات المذكورة في الحديث لا تتعلق بخسوف القمر، بل يقصد بها خسف الأرض وابتلاعها ما عليها، كما حدث مع قارون، وهي أحداث عظيمة لم تقع بعد، وتشكل جزءًا من العلامات الكبرى التي تسبق قيام الساعة.

النبي ينفي علاقة الخسوف بموت أحد أو حياته

ظاهرة خسوف القمر وقعت بالفعل في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، بالتزامن مع وفاة ابنه إبراهيم، ما دفع بعض الناس للاعتقاد أن الشمس خسفت حزناً على وفاته.

لكن النبي الكريم نفى هذا التفسير، وأوضح أن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، بل هما آيتان من آيات الله يُخوف بهما عباده.

وقد جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم شيئاً من ذلك فافزعوا إلى الصلاة".

ما الذي ينبغي على المسلم فعله عند الخسوف؟

أرشد النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين إلى جملة من الأعمال المشروعة عند حدوث الخسوف أو الكسوف، من أبرزها:

أداء صلاة الخسوف، وهي سنة مؤكدة تصلى جماعة أو فرادى، وتُعلن بعبارة "الصلاة جامعة" دون أذان أو إقامة.

الإكثار من الدعاء والاستغفار، والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى.

الإكثار من ذكر الله والتكبير.

الصدقة، باعتبارها من الأعمال الصالحة في مثل هذه الأوقات.

الاستعاذة من عذاب القبر، كما ورد في أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أما فيما يتعلق بكيفية أداء صلاة الخسوف، فتكون بركعتين في كل ركعة قيامان وركوعان وسجدتان، مع إطالة القراءة والركوع والسجود، كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.

رسالة ربانية للتفكر والرجوع إلى الله

تؤكد دار الإفتاء وعلماء الأزهر أن ظاهرة الخسوف والكسوف لا علاقة لها بنذير شؤم أو اقتران بأحداث مؤسفة، بل هي آية من آيات الله، تذكّر الناس بقدرة الله على تغيير نظام الكون متى شاء، وأن ما اعتاده البشر من انتظام الشمس والقمر ليس مضموناً بقدرتهم، بل هو بيد الله وحده.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هذه الظواهر تذكير بيوم القيامة، وإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي عند رؤيتها ويحث أمته على الصلاة والدعاء والرجوع إلى الله.