إدارة ترامب تواجه موجة استقالات وارتباك في السياسة الخارجية وسط فتور في العلاقة مع إسرائيل

تشهد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من الاستقالات المتلاحقة في مواقع حساسة داخل أروقة صنع القرار، في ظل تصاعد الأزمات الداخلية والخارجية، على رأسها ملف الحرب في أوكرانيا، وتصاعد التوتر مع الصين، والانتقادات المتزايدة للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، وخاصة ما يتعلق بالدعم غير المشروط لإسرائيل.
وبحسب مصادر أمريكية مطلعة، قدم عدد من المسؤولين رفيعي المستوى استقالاتهم مؤخرًا، بينهم مستشار الأمن القومي جيم هانسفيلد، الذي انسحب بسبب ما وصفه بـ"الضغط غير المبرر نحو تدخلات عسكرية خارجية تفتقر إلى استراتيجية واضحة"، بالإضافة إلى نائبة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، كارين وولش، التي تحدثت عن "خلافات حادة في المواقف المتعلقة بالتعامل مع الملف الفلسطيني الإسرائيلي". كما غادر مدير التخطيط الاستراتيجي في وزارة الدفاع منصبه محذرًا من "الضبابية التي تطغى على عملية اتخاذ القرار داخل الإدارة".
وتُفسَّر هذه الاستقالات المتتالية على أنها مؤشر على وجود حالة من الارتباك والانقسام داخل فريق ترامب الرئاسي، الذي عاد إلى البيت الأبيض وسط انقسام سياسي داخلي وضغوط متزايدة من الديمقراطيين في الكونغرس.
قلق إسرائيلي من تراجع الدعم الأمريكي
في سياق متصل، أبدى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قلقه العلني من تراجع ما وصفه بالدعم الأمريكي "غير المشروط" لتل أبيب، خاصة بعد فشل زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي الأخيرة إلى واشنطن في تحقيق تقدم ملموس في الملفات الأمنية، وعلى رأسها ملف إيران والدعم العسكري المخصص لإسرائيل.
ووفقًا لوسائل إعلام عبرية، فإن نتنياهو يرى أن الرئيس ترامب، رغم مواقفه التقليدية الداعمة لإسرائيل، لم يعد يمتلك التأثير ذاته داخل مؤسسات الدولة العميقة، ما يجعل تعهداته محل شك في ظل تصاعد المعارضة الداخلية في الولايات المتحدة لأي انخراط مباشر في دعم الحرب الإسرائيلية على غزة.
ويعتبر مراقبون أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية تمر حاليًا بـ"مرحلة اختبار حقيقية"، خاصة في ظل تصاعد الضغوط السياسية والشعبية في الداخل الأمريكي ضد استمرار المساعدات لإسرائيل، وهو ما يدفع الإدارة الأمريكية إلى محاولة الموازنة بين الالتزامات الخارجية والتحديات الداخلية.
وفي هذا السياق، كتب أحد المعلقين في صحيفة واشنطن بوست أن "ترامب ونتنياهو يتشاركان في الخطاب السياسي القائم على استعراض القوة، إلا أن كليهما باتا محاصرين بأزمات داخلية تعيق قدرتهم على المناورة في الملفات الخارجية".