الذهب يتراجع عن ذروته.. سعر الأونصة يصل لـ3,653 دولارًا

استقر سعر الذهب دون مستوياته القياسية، بعد تقلبات شهدتها الأسواق عقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة، في وقت طغت فيه تصريحات رئيس المجلس جيروم باول على التوقعات بتيسير نقدي أوسع.
وسجل المعدن النفيس 3,661.99 دولارًا للأونصة في تعاملات صباح الخميس بتوقيت سنغافورة، دون تغير يُذكر، بعد أن كان قد قفز مؤقتًا إلى مستوى قياسي بلغ 3,707.57 دولارًا فور إعلان الفيدرالي خفض الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية، مع الإشارة إلى احتمال إجراء خفضين إضافيين هذا العام.
باول يُبدد الآمال.. والدولار يضغط
ورغم التوقعات بأن تؤدي معدلات الفائدة المنخفضة إلى زيادة جاذبية الذهب، كونه أصلًا لا يدر عائدًا، إلا أن نبرة باول جاءت أكثر حذرًا، حيث أشار إلى أن قرارات السياسة النقدية المستقبلية ستُتخذ "اجتماعًا تلو الآخر"، في ظل استمرار ضغوط التضخم، بما في ذلك تأثير الرسوم الجمركية. هذا التوجه أدى إلى تقليص رهانات المستثمرين على مسار تيسيري واسع.
تراجع الذهب بنسبة 0.8% في ختام جلسة الأربعاء، بالتزامن مع ارتفاع مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، وضغوط ناتجة عن تراجع عوائد سندات الخزانة الأميركية.
مكاسب قوية منذ بداية العام
ورغم التراجع الأخير، لا يزال الذهب يسجل أداءً استثنائيًا منذ بداية العام، بصعود تجاوز 40%، متفوقًا على أغلب الأصول الاستثمارية الأخرى، بما فيها مؤشر "S&P 500". ويعود هذا الأداء القوي إلى عوامل عديدة، من بينها التوترات الجيوسياسية، وتدفقات صناديق المؤشرات المدعومة بالذهب، إضافة إلى مشتريات قياسية من البنوك المركزية.
توقعات مستقبلية: الذهب نحو 5,000 دولار؟
في ظل تصاعد التوترات السياسية وتأثيرها المحتمل على استقلالية الفيدرالي، يرى محللون أن الذهب قد يستفيد من موجة عدم اليقين المقبلة. ويأتي ذلك في وقت يخوض فيه الفيدرالي تحديات داخلية، من أبرزها المعركة القضائية التي تواجهها الحاكمة ليزا كوك مع الرئيس دونالد ترامب، ومحاولة تعيين مؤقتة لستيفن ميران، الذي صوّت ضد القرار الأخير وفضّل خفضًا أعمق بمقدار نصف نقطة مئوية.
وقدّر "غولدمان ساكس" أن أسعار الذهب قد تصل إلى 5,000 دولار للأونصة إذا تحول 1% فقط من استثمارات الأفراد في سندات الخزانة إلى الذهب.
في حين رفع "دويتشه بنك" توقعاته إلى 4,000 دولار في العام المقبل، مدعومًا باستمرار التوترات السياسية والنقدية.
مكاسب متباينة للمعادن الأخرى
وفي أسواق المعادن النفيسة الأخرى، سجلت الفضة والبلاتين والبلاديوم أداءً متفاوتًا، بينما استقر الذهب دون تغيّر يُذكر، في وقت يبقى فيه المستثمرون في حالة ترقب لتطورات السياسة النقدية الأمريكية وانعكاساتها على الأسواق العالمية.