الإثنين 23 يونيو 2025 12:47 مـ 26 ذو الحجة 1446 هـ
بوابة بالعربي
رئيس التحرير محمد رجب سلامة
×

الزراعة تعلن حالة الاستعداد القصوى لمواجهة ”سات 1”.. وتحذر من تسارع انتشار الحمى القلاعية إقليميًا

الأحد 8 يونيو 2025 02:19 مـ 11 ذو الحجة 1446 هـ
الزراعة في مصر
الزراعة في مصر

أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلة في الهيئة العامة للخدمات البيطرية، حالة الاستعداد القصوى في جميع المحافظات، وذلك في إطار تفعيل آليات الإنذار المبكر والخطط الوقائية لحماية الثروة الحيوانية من خطر الأمراض الوبائية والعابرة للحدود، وعلى رأسها مرض الحمى القلاعية وسلالته المتحورة المعروفة باسم "سات 1".

ويأتي هذا التحرك الاستباقي تنفيذًا لتوجيهات السيد علاء فاروق، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، بضرورة متابعة الموقف الوبائي الإقليمي والدولي بشكل مستمر، واتخاذ ما يلزم من إجراءات احترازية فعالة، حفاظًا على سلامة الثروة الحيوانية في مصر، عبر هيئة الخدمات البيطرية ومديريات الطب البيطري المنتشرة في مختلف المحافظات.

انتشار إقليمي لعترة "سات 1" وتحذير من حركة الحيوانات غير الشرعية

تلقى الوزير تقريرًا مفصلًا من الدكتور حامد الأقنص، رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أوضح فيه أن التقارير الصادرة عن المعامل المرجعية الدولية وموقع المنظمة العالمية للصحة الحيوانية كشفت عن وجود إصابات مؤكدة بالعترة "سات 1" في كل من العراق، البحرين، الكويت وتركيا. وأشار التقرير إلى أن هناك تطابقًا جينيًا بين تلك العترات وبين سلالات متوطنة في بعض الدول الإفريقية، وهو ما يُرجّح وجود مسار وبائي نشط للفيروس يرتبط بحركة الحيوانات أو منتجاتها، أو من خلال التهريب الحدودي.

وأكد الأقنص أن فيروس الحمى القلاعية يُعد من أكثر الفيروسات الحيوانية انتشارًا وخطورة، نظرًا لسرعة انتقاله، وقدرته على التسبب بخسائر اقتصادية فادحة في قطاع الإنتاج الحيواني، خاصة بين صغار المربين.

موقف مطمئن في الداخل وإجراءات مكثفة للوقاية

رغم الانتشار الإقليمي للفيروس، طمأن رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية المواطنين بأن الوضع الوبائي في مصر مستقر ومطمئن تمامًا، مشيرًا إلى توفر اللقاحات والأمصال اللازمة دون أية أزمات في الإمداد، فضلًا عن استمرار الحملات القومية للتحصين التي تشمل القرى والنجوع في جميع المحافظات.

وأوضح الأقنص أن الوزارة بدأت في تنفيذ خطة تحرك استباقية متكاملة تشمل الإدارة المركزية للطب الوقائي، وإدارة الوبائيات، وجميع مديريات الطب البيطري، من خلال رفع درجة التأهب القصوى، وتعزيز فرق الترصد الوبائي، والتنسيق مع الوحدات المحلية لرصد أي بؤر محتملة أو حالات اشتباه خاصة في الأسواق المفتوحة، المناطق الحدودية، والمناطق المصنفة عالية الخطورة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية (GIS).

تعزيز قدرات المعامل والتوعية المجتمعية

شدد الأقنص على أهمية تعزيز قدرات المعامل البيطرية في تحليل العينات وتحديد أنماط العترات الفيروسية بشكل دقيق وسريع، إلى جانب دعم المخزون الاستراتيجي من اللقاحات، وضمان جاهزية فرق الاستجابة الميدانية. كما سيتم إطلاق حملات توعية شاملة للمربين في جميع المحافظات، بهدف رفع الوعي بضرورة الإبلاغ المبكر عن أي أعراض مرضية، والالتزام ببرامج التحصين وتطبيق اشتراطات الأمن الحيوي، خاصة عند شراء حيوانات جديدة.

التعاون مع الأجهزة المعنية والرقابة على الواردات

وفي إطار التنسيق مع الجهات السيادية والأمنية، أكدت الهيئة على ضرورة الحد من الحركة غير الشرعية للحيوانات عبر الحدود، ومواصلة الرقابة في المنافذ الجمركية والموانئ، من خلال فحص جميع واردات الحيوانات ومنتجاتها الحيوانية، والتأكد من الالتزام الكامل بالاشتراطات البيطرية المعتمدة، بما يتماشى مع الوضع الوبائي للدول الموردة.

كما أكدت الهيئة أنها تتابع باستمرار مستجدات الموقف الوبائي في الدول المجاورة، من خلال التقارير اليومية الصادرة عن المنظمات الدولية المتخصصة في صحة الحيوان، لتحديث خطط الاستجابة وتوجيه الموارد إلى المناطق ذات الأولوية.

خط الدفاع الأول: المربون

أكد الدكتور الأقنص في ختام بيانه أن المربين هم خط الدفاع الأول في حماية الثروة الحيوانية، مشددًا على ضرورة التعاون الفوري بالإبلاغ عن أية أعراض مرضية، والالتزام بالتحصينات الدورية، وتطبيق إجراءات العزل والفحص عند شراء حيوانات جديدة.

ولفت إلى أن الهيئة تستقبل بلاغات الاشتباه عبر الخط الساخن 19561، والذي يُقدم أيضًا خدمات الدعم الفني للمربين والرد على الاستفسارات، وذلك ضمن جهودها لتعزيز التواصل مع المجتمع الريفي.

وأكد أن حماية الثروة الحيوانية والأمن الغذائي مسؤولية وطنية جماعية، تتطلب تعاونًا كاملًا بين الدولة والمواطنين لضمان سلامة الإنتاج الحيواني، واستمرار التنمية في القطاع الزراعي.