الجمعة 23 مايو 2025 10:33 مـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
بوابة بالعربي
رئيس التحرير محمد رجب سلامة
×

موضوع خطبة الجمعة اليوم.. فتراحموا

الجمعة 23 مايو 2025 09:28 صـ 25 ذو القعدة 1446 هـ
خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

خصصت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم، الموافق 23 مايو 2025، تحت عنوان "فتراحموا"، داعية من خلالها إلى تعزيز قيم الرحمة داخل الأسرة والمجتمع، ورفع الوعي بخطورة العنف الأسري، وأثره المدمر على الأفراد والنسيج الاجتماعي، كما تناولت الخطبة الثانية آفة الوصم الاجتماعي، مبرزةً تبعاته النفسية والاجتماعية الخطيرة.

الرحمة أساس الاستقرار الأسري

افتتحت الخطبة الأولى بتسليط الضوء على مفهوم الرحمة في العلاقات الأسرية، مستشهدةً بقول الله تعالى:

{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً}.

وأوضحت أن هذا السكن المقصود هو سكن الروح والنفس، وأن المودة والرحمة هما الأساس الذي تُبنى عليه الأسرة المستقرة، وليس التسلط أو العنف. وشددت الخطبة على أهمية الحوار، وتبادل كلمات المحبة، والتغاضي عن الهفوات، داعية الأزواج إلى التنازل والتغافل من أجل استقرار الحياة الزوجية.

كما أكدت على أن تربية الأبناء لا ينبغي أن تتم بالعنف أو القسوة، بل بالقدوة الحسنة والحوار والاحترام المتبادل، وأن كل طرف داخل الأسرة مسؤول عن إرساء مناخ من التفاهم والتراحم.

العنف الأسري خطر يهدد المجتمع

وحذرت وزارة الأوقاف من العنف الأسري باعتباره ظاهرة مدمرة، لا تقف آثارها عند حدود المنزل، بل تمتد إلى المجتمع كله، فالأطفال الذين ينشأون في بيئة مشحونة بالعنف غالبًا ما يحملون آثارًا نفسية وسلوكية تمتد معهم، وقد تقودهم إلى مسارات سلبية.

كما أوضحت أن دين الإسلام يدعو إلى الكلمة الطيبة، والسلوك الحسن، ونبذ كل أشكال الإيذاء، قائلة إن القسوة في محيط الأسرة تتنافى مع أخلاق النبي الكريم، الذي قال: "خيركم خيركم لأهله".

الخطبة الثانية: الوصم الاجتماعي... جريمة صامتة

أما في الخطبة الثانية، فقد تناولت الوزارة قضية الوصم الاجتماعي، معتبرةً إياها أحد أخطر الأمراض المعنوية التي تمس كرامة الإنسان، وتمنعه من الاندماج والإصلاح.

وجهت الخطبة رسائل مباشرة لمن يعانون من أمراض نفسية أو مروا بتجربة إدمان أو ماضٍ إجرامي، مؤكدة أن باب التوبة مفتوح، وأن الله لا يغلق بابه في وجه التائبين. وفي المقابل، دعت المجتمع إلى عدم إطلاق الألقاب الجارحة أو نظرات الازدراء تجاههم، مشيرة إلى قول الله تعالى:

{وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ}.

وطالبت الأوقاف الجميع بأن يكونوا عونًا وسندًا لا مصدر إيذاء أو ضغط نفسي لمن يسعون إلى بداية جديدة، مؤكدة أن الإصلاح المجتمعي لا يكتمل دون دعم حقيقي للمتعافين والمصلحين.

دعوة عامة للتراحم والتكافل

اختتمت الخطبة بالدعاء بأن يجعل الله البيوت واحات مودة وسلام، وأن يعين الناس على تجاوز المحن والأزمات بالتراحم، وأن يحفظ المجتمع من الفرقة والعنف، موجهة نداءً عامًا:

"فتراحموا" في بيوتكم، في ألفاظكم، في نظراتكم، فالدين كلُّه رحمة، ومن لا يَرحم لا يُرحم.