بورصات الخليج تتحدى التصعيد.. مكاسب رغم ضربات النووي الإيرانية

بدأت أسواق الأسهم الخليجية تداولات الأسبوع على ارتفاع ملحوظ رغم تصاعد التوترات الجيوسياسية في المنطقة، عقب الضربات الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية.
وجاء الأداء الإيجابي بدعم من تفاؤل المستثمرين بإمكانية احتواء التصعيد، وصدور تصريحات أمريكية هدّأت من المخاوف.
ففي السعودية، ارتفع المؤشر العام "تاسي" بأكثر من 1% ليصل إلى 10,721 نقطة بحلول الساعة 10:20 صباحًا بتوقيت الرياض، وسط أداء قوي لأسهم 242 شركة، مقابل تراجع محدود لأسهم 5 شركات فقط، بقيمة تداولات تخطت 662 مليون ريال.
وفي الأسواق الأخرى، صعد مؤشر السوق الأول لبورصة الكويت بنسبة 0.7% مسجلاً 8676 نقطة، كما ارتفع مؤشر بورصة قطر بنسبة 1% إلى مستوى 10,361 نقطة، ما يعكس تفاؤلاً حذرًا يسود الأسواق رغم التطورات الأمنية.
الضربات الأمريكية.. تصعيد محدود أم بداية أزمة أوسع؟
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد أعلن عن تنفيذ ضربات جوية استهدفت منشآت نووية إيرانية في أصفهان ونطنز وفوردو، في إطار رد واشنطن على التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران المستمر منذ 13 يونيو. وتعد هذه المنشآت من ركائز البرنامج النووي الإيراني.
وجاء التصعيد الأمريكي بعد أكثر من أسبوع من الهجمات الإسرائيلية، ورد طهران باستخدام صواريخ ومسيرات ضد مدن إسرائيلية، ما أثار قلقاً واسعاً بشأن مستقبل الاستقرار في الخليج وإمدادات الطاقة العالمية.
الترقب يسيطر على المستثمرين
وفي مقابلة تليفزيونية قال نديم السبع، الرئيس التنفيذي لشركة First Financial Markets، إن الأسواق تظهر رد فعل محسوبًا، حيث تراجعت العقود المستقبلية لمؤشر ناسداك بنحو 300 نقطة، وارتفعت أسعار النفط إلى حدود 80 دولارًا، بينما قفز الذهب فوق مستوى 3400 دولار للأوقية.
رغم هذه التحركات، استبعد السبع حدوث انهيار كبير في الأسواق، مشيراً إلى أن رسالة ترمب التي أكدت انتهاء الضربة وعدم وجود نية لتغيير النظام الإيراني، خففت من حدة المخاوف وقد تشكّل بداية لاحتواء الموقف.
وتوقّع السبع أن تتعافى الأسواق تدريجياً خلال النصف الثاني من الأسبوع الجاري، ما لم يشهد الوضع تصعيداً إضافياً.
النفط والدولار.. مؤشرات تحت المجهر
يرى السبع أن السيناريو الأكثر خطورة يتمثل في إغلاق محتمل لمضيق هرمز، وهو ما قد يدفع أسعار النفط إلى ما بين 100 و120 دولارًا، ويغيّر موازين الاقتصاد العالمي، بما في ذلك خفض معدلات الفائدة وتعثر بعض القطاعات الاقتصادية.
وحول الدولار، أوضح السبع أن ارتفاعه الأخير لا يعدو كونه حركة تصحيحية مدفوعة بالبحث عن ملاذ آمن وسط التوترات، متوقعاً عودة الاتجاه الهبوطي في حال تم التوصل إلى تسوية دبلوماسية، مع مستويات دعم مرتقبة لمؤشر الدولار عند 96 ثم 92 نقطة.
تحركات الصناديق وتحديات التذبذب
وأشار السبع إلى أن التحركات المفاجئة في أسواق الذهب والنفط تؤرق صناديق التحوط والمستثمرين المؤسسيين، لما تسببه من اضطراب في استراتيجيات الاستثمار المبنية على استقرار السوق، معتبراً أن استقرار الأسعار أفضل من تقلباتها العنيفة.
في الختام، أكد السبع أن مسار الأسواق في الأيام المقبلة سيتحدد بناءً على تطورات الملف الإيراني الإسرائيلي، ومدى نجاح المساعي الدولية في تهدئة الأوضاع، مع التأكيد أن المستثمرين لا يزالون في حالة ترقّب بين احتمالات التهدئة والتصعيد.