الأوقاف توجه رسالة قوية ضد القيادة المتهورة بعد حادث المنوفية: ”الطريق أمانة.. لا تفرطوا فيها”

في أعقاب الحادث المأساوي الذي وقع بمحافظة المنوفية وأسفر عن مصرع 19 فتاة نتيجة تصادم ميكروباص بسيارة نقل ثقيل على الطريق الدائري الإقليمي، أطلقت وزارة الأوقاف المصرية تعليقًا حادًا ومؤثرًا عبر صفحتها الرسمية ضمن حملة #صحح_مفاهيمك، استنكرت فيه بشدة مظاهر الاستهتار المروري وثقافة القيادة المتهورة التي أصبحت تهدد الأرواح بشكل يومي.
وأكدت الوزارة أن بعض السائقين يتعاملون مع الطرق العامة وكأنها ممتلكات شخصية، فيضربون بالقواعد عرض الحائط، متجاوزين السرعات والإشارات المرورية، وكأن غياب الرقابة يعطيهم مبررًا لتجاهل القانون، ما اعتبرته الوزارة أمرًا بالغ الخطورة.
وأشارت وزارة الأوقاف إلى خطورة المفاهيم الخاطئة التي يتبناها البعض، مثل أن الالتزام المروري ضعف أو إعاقة للحركة، مؤكدة أن القيادة الآمنة ليست خيارًا بل واجب شرعي ومسؤولية أخلاقية، مشددة على أن الحفاظ على الأرواح من صميم تعاليم الدين الإسلامي، مستشهدة بقول الله تعالى:
{وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}
و{وَلَا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ}.
وأضافت الوزارة أن كل سائق يتحمل أمانة، وأن الطرق ليست مجرد مسارات حركة، بل منظومة أمان جماعي، وأي تجاوز فيها قد يكلّف حياة بريئة. وأكدت أن الوعي بالقيادة مسؤولية مجتمعية لا تقل أهمية عن أي واجب ديني أو وطني.
واختتمت الوزارة رسالتها بالدعوة إلى جعل الالتزام المروري أسلوب حياة، مشيرة إلى أن "السائق الواعي هو من يدرك أنه يحمل أرواحًا على كتفيه، لا مجرد ركاب"، مؤكدة أن حياة الإنسان ليست ملكًا له وحده، بل أمانة في عنقه أمام الله والمجتمع.
وتأتي هذه الرسالة في ظل تزايد الحوادث المرورية، مطالبة الجميع بأن يكونوا قدوة في الالتزام، وأن يسعوا إلى طرق أكثر أمانًا وعدلًا، حفاظًا على الأرواح، وصونًا لمستقبل الشباب.