ارتفاع مؤشرات الأسهم الآسيوية مع تخفيف القيود الأمريكية على صادرات التكنولوجيا

شهدت الأسواق الآسيوية ارتفاعاً في تداولات اليوم، مدفوعة بإعلان شركة "إنفيديا" نيتها استئناف تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي "H20" إلى الصين، في خطوة عززت الآمال بانفراج في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وأغلق مؤشر "MSCI" لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ على ارتفاع بنسبة 0.2%، بعد أن محا خسائره السابقة. كما سجلت العقود الآجلة لمؤشري "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك 100" مكاسب طفيفة، في ظل أجواء تفاؤلية سادت الأسواق العالمية.
في هونغ كونغ، ارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا بنحو 2%، بينما شهدت الأسهم في البر الرئيسي الصيني تذبذباً، رغم صدور بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي التي جاءت أقوى من التوقعات للربع الثاني من العام.
في المقابل، تراجع سعر "بتكوين" إلى ما دون 120,000 دولار، في حين قفز العائد على السندات اليابانية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى له منذ عام 2008، نتيجة مخاوف متزايدة بشأن الإنفاق الحكومي في اليابان.
وقالت "إنفيديا" إنها حصلت على تأكيدات من المسؤولين الأميركيين بالحصول على التراخيص اللازمة لتصدير الرقائق، في تراجع ملحوظ عن السياسة المتشددة التي اتبعتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب.
وفي هذا السياق، صرّح فيي-سيرن لينغ، المدير الإداري في "يونيون بانكير بريفيه"، بأن القرار "يشكّل تطوراً إيجابياً ليس فقط لـ’إنفيديا‘، بل لسلسلة التوريد بأكملها المرتبطة برقائق الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى شركات التكنولوجيا الصينية".
الأسواق العالمية تتعافى رغم استمرار الرسوم
جاء التحسن في أداء الأسواق بعد مرحلة من التراجعات التي أعقبت إعلان واشنطن عن فرض تعريفات جمركية موسعة، حيث راهن المستثمرون على أن هذه الإجراءات لن تُلحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد الأمريكي أو بأرباح الشركات، والتي تبدأ هذا الأسبوع في إعلان نتائجها الفصلية.
ومع ذلك، ينتظر المستثمرون بفارغ الصبر صدور بيانات التضخم الأمريكية اليوم الثلاثاء، والتي من شأنها أن تقدم مؤشرات حاسمة حول اتجاه السياسة النقدية وتأثير الرسوم الجمركية على الأسعار.
وقال فيكاس بيرشاد، مدير محفظة الأسهم الآسيوية لدى "M&G إنفستمنتس"، إن الأسواق أظهرت مرونة أكبر من المتوقع منذ بداية العام، رغم ما وصفه بـ"الإرهاق الناتج عن الأزمات المتتالية".
نمو اقتصادي صيني يفوق التوقعات وسط ضعف داخلي
على صعيد الاقتصاد الصيني، أظهرت البيانات أن الناتج المحلي الإجمالي تجاوز التوقعات في الربع الثاني، مدعوماً بتحسن ملحوظ في الصادرات الموجهة لأسواق خارج الولايات المتحدة.
وسجلت الصين فائضاً تجارياً قياسياً بلغ نحو 586 مليار دولار في النصف الأول من 2025.
لكن هذه النتائج أخفت الضغوط المستمرة التي يعاني منها الاقتصاد الصيني نتيجة ضعف الطلب المحلي، خصوصاً في ظل أزمة سوق العقارات.
وأظهرت بيانات أسعار المنازل لشهر يونيو استمرار التراجع، ما دفع بعض المحللين إلى المطالبة بمزيد من التدخل الحكومي لإنعاش القطاع.
ترقب لبيانات التضخم وموسم أرباح حاسم في أمريكا
في الولايات المتحدة، يتحول التركيز نحو موسم نتائج الأعمال، مع توقعات بأن يكون موسم الأرباح الحالي هو الأضعف منذ منتصف عام 2023. لكن انخفاض التقديرات قد يوفر فرصة للشركات لتجاوز توقعات السوق بسهولة، مما يدعم أداء الأسهم.
ومن المرجح أن تظهر بيانات التضخم تسارعاً طفيفاً في مؤشر أسعار المستهلكين لشهر يونيو، حيث بدأت الشركات تمرير جزء من التكاليف الناتجة عن الرسوم الجمركية إلى المستهلكين.
ويتوقع محللو "سيتي غروب" أن يتحرك مؤشر "S&P 500" بنحو 0.6% صعوداً أو هبوطاً بعد صدور البيانات، وهو نطاق أقل من متوسط التحركات الفعلية التي بلغت 0.9% العام الماضي.
وفي مذكرة تحليلية، كتب كل من جيف بوخبيندر وآدم تورنكويست من "LPL Financial" أن الأسواق تُظهر قدراً من التفاؤل رغم التباطؤ في نمو الأرباح وتزايد المخاطر الجيوسياسية، محذرين في الوقت ذاته من أن طريق التعافي التجاري "قد يكون طويلاً ومحفوفاً بالتقلبات".